الخميس، 25 أكتوبر 2012

اختاروا «التمتع» فأفتاهم مرشد قريتهم الديني بالنحر



460 حاجا إندونيسيا يقعون ضحية فتوى في بلدهم



جانب من الدرس الذي ألقاه الشيخ سليمان السلامة في جامع الطبيشي.  تصوير:  خالد الرحيلي - «الاقتصادية»
جانب من الدرس الذي ألقاه الشيخ سليمان السلامة في جامع الطبيشي. تصوير: خالد الرحيلي - «الاقتصادية»
خالد الرحيلي من مكة المكرمة
وقع 460 حاجا إندونيسيا ضحية فتوى أصدرها أحد المرشدين الدينيين في القرية التي يقطنون فيها في بلادهم، إذ اختار هؤلاء الحجاج "التمتع" لأداء نسكهم، مما استلزم أن يذبحوا "هدياً"، فأخبرهم المرشد بضرروة ذبحه قبل سفرهم للحج في السعودية، ولم يوضح المرشد لهم الموعد الشرعي الصحيح للذبح وهو يوم النحر أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وكان الشيخ سليمان السلامة الداعية السعودي قد فوجئ أثناء إلقائه محاضرة عن مناسك الحج في جامع الطبيشي في شارع المنصور بالعاصمة المقدسة أخيرا، بمجموعة من الحجاج الإندونيسيين بصحبة مترجم فوري، قاموا بذبح "هدي التمتع" في بلادهم ثم وصلوا إلى السعودية لأداء مناسك الحج، وأن جميعهم فعل ذلك بناء على فتوى تلقوها من مرشدهم في قريتهم.
وفوجئ الحجاج بأن ذبح الهدي بالنسبة لمن يحج متمتعا يكون يوم العاشر من ذي الحجة وليس قبل ذلك وفق ترتيب مناسك الحج، ووفق ما جاء في السنة النبوية، لتنهال الأسئلة على الشيخ سليمان حول جواز ذبحهم، وهل عليهم إعادته، خصوصا أنهم لا يملكون المال الكافي لذلك، فقال لهم الشيخ: "لا أجيب عليكم حتى أستفسر وأسال هيئة كبار العلماء كونها ليست بحالة فردية وإنما جماعية وقد تضرر منها أغلبيتكم".
وشهدت المحاضرة ردود فعل غاضبة من الحجاج الإندونيسيين على مرشدهم الذي دفعهم الى ذبح الهدي قبل وقته.
ورصدت "الاقتصادية" أثناء المحاضرة حرص الحجاج على تدوين النقاط في أوراق وترقيمها لتوثيق التتبع الزمني للمناسك، في حين وثق آخرون المحاضرة بأجهزة جوالاتهم للرجوع إليها وقت الضرورة، كما أن الطابق العلوي من الجامع كان مخصصا للنساء اللاتي حرصن على رمي قصاصات ورق كتبن فيها أسئلتهن ليتولى المترجم ترجمتها للشيخ ليجيب عنها ثم يعيد المترجم ترجمتها للسائلين والسائلات.
وقال الشيخ سليمان السلامة: "حرصنا أثناء المحاضرة على أن نبين للحجاج ضرورة التقيد والالتزام بالتعليمات المنظمة للحج من الجهات المعنية المتعلقة بمواعيد التفويج وعدم رمي المخلفات أو الإضرار بالآخرين جراء التدافع أو الزحام، ولمسنا منهم نساء ورجالا تجاوبا وحرصا على معرفة تفاصيل المناسك، وذلك من خلال طرحهم الأسئلة"، لافتا إلى أنه التقى حجاجا ناطقين بلغات لم يعهدها من قبل، لذا وجود مترجم أمر ضروري، مؤكدا أنه نظرا إلى كون عبادة الحج ليست من العبادات المكررة، فهي تحتاج من الحاج أن يعرف عنها تفاصيل كثيرة كي يتمكن من أداء نسكه.
فيما قال أحد الحجاج لـ "الاقتصادية" إنهم لا يعرفون كيف سيتجاوزون إشكالية الذبح التي وقعوا فيها، خاصة أنه ذبح هديين له ولزوجته، مؤكدا أن المبلغ كبير مقارنة بأوضاع الحجاج في إندونيسيا، مشيرا إلى أنه لم يكن يعرف أن ذبح الهدي لا يكون إلا في مشعر منى أو مكة المكرمة فقط ويوم النحر، وقال: "فكيف ونحن قد ذبحنا قبل موعده بـ 15 يوما وذبحناها توكيلا في بلدنا حسب فتوى مرشدنا".
وحول أعدادهم التي تعرضت للخداع والكذب من قبل مرشدهم الديني قال: "إن المجموعة كاملة عددها 460 حاجا، لكن قلنا نحن أيضا لحجاج آخرين هذه الفتوى وقد يكونوا ذبحوا مثلنا، لذا فالعدد الحقيقي مجهول".
s

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق