سلمان هارون أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية بجاكرتا لـ الشروق:
نهضة أندونيسيا قامت على أفكار مالك بن نبي
حوار: زهية منصر 
الدكتور سلمان هارون
أسعى لتدريس كتاب "الظاهرة القرآنية" لما يمثله من قيمة علمية في التفسير
التعاون بين الجزائر وأندونيسيا انقطع منذ مؤتمر باندونج ونسعى لإعادته
يؤكد الدكتور سلمان هارون أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية بجاكرتا، أن نهضة اندونيسيا الحديثة قامت على أفكار مالك بن نبي في التخطيط والتدريس، حيث يؤكد في هذا الحوار القصير أنه يسعى لتدريس كتاب مالك بن نبي "الظاهرة القرآنية"، نظرا لما يحمله هذا الكتاب من أراء قيّمة ومناهج حديثة في التفسير من شأنها أن تكون دافعا في تحديث المفاهيم وتطوير حياة المسلمين، كما يأمل سلمان هارون أن يتم بعث التعاون الجزائري الأندونيسي، الذي انقطع منذ مؤتمر باندونج بما يحقق الوثبة الحضارية للبلدين.
- ذكرتم أنكم تسعون لتدريس كتاب مالك بن نبي "الظاهرة القرآنية" لماذا هذا الكتاب بالذات؟
- نظرا لما يمثله هذا الكتاب من خصوصية في علم التفسير، وبالمناسبة، أنا أستاذ في علم التفسير بالجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا، ولاحظت أنه من اسم الكتاب "ظاهرة القرآنية"، فإنه يقدم لنا أفكارا، ويقترح مناهج في التفسير، تقوم على أساس نقدي مدروس وعلمي عقلي، يأخذ في الحسبان الأبعاد المستقبلية للمجتمعات والتطور الزمني للإنسان، يعني كتاب يدفع بنا للمستقبل عوض أن يسجننا في الماضي.
يقال إن نهضة أندونيسيا قامت في الكثير من جوانبها على أفكار مالك بن نبي، هل هذا صحيح؟
- نعم هذا صحيح، فأفكار مالك بن نبي تشجعنا لنستعيد القيم فينا وتعطي للثروة الاقتصادية معنى، إذا ارتبطت بحرية الأفراد الذين تقع عليهم مسؤولية الحركة لتحرير البلاد، وتحرير أنفسهم من استغلال الأجانب، إذن لمالك بن نبي أراء قيّمة في كيفية استخدام وتطوير الشعوب والبلدان، وتحريرها من الاستعمار الحديث الذي هو استعمار اقتصادي وفكري أيضا.
على ذكر الاقتصاد كيف نجحت أندونيسيا في الوقوف في وجه الاقتصادي الأمريكي؟
- أندونيسيا غنية بالمواد الطبيعية، ولكنها لم تكن متطورة لتكون نافعة وفي خدمة الأمة، فصارت هذه الثروة في خدمة الأجانب أكثر منها للسكان الأصليين، لذا عملنا على إيجاد طرقا نطور وفقها هذه المواد من حالتها الخام، ونجعل منها مواد صناعية محلية يستفيد منها الاندونيسيون، وركزنا كثيرا على الاستقلالية في هذا الجانب، بشكل يجعلنا على الأقل زراعيا وصناعيا، بمنآى عن الضغوطات والاستغلال الخارجي وخاصة الأمريكي.
هل يوجد ثمة تعاون بين الجزائر وأندونيسيا على مستوى تبادل الخبرات في هذا الجانب؟
- للأسف لا يوجد، وقد انقطع هذا التعاون منذ مؤتمر باندونج سنة خمسة وخمسين، ونحن اليوم نود أن تعود مثل تلك العلاقات، ونعيد بعث هذا التعاون حتى يكون في صالح البلدين، وتكون هناك خطوات مثمرة سواء لأندونيسيا أو الجزائر.
تحذير المسلمين من وصية الشيخ أحمد المكذوبة
يتداول الكثير من المسلمين الخرافات والأباطيل، ومنها هذه الوصية المزعومة، التي تظهر من حين إلى آخر، كلما نسيها الناس عادت إلى الظهور، وهذه الوصية ليست جديدة، بل قد اخترعت قبل أكثر من ثلاثين سنة أي قبل 1397هـ الموافق لـ1976م، وإنما يجددها أصحاب الخرافات لأغراض في نفوسهم.
والوصية المنسوبة إلى شخص يُدعى الشيخ أحمد يقال ـ كذبا ـ إنه حامل مفاتيح المسجد النبوي، هي وصية مكذوبة، وصاحبها شخص غير معروف حتى عند المسؤولين على شؤون المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
وقد جاء في هذه الوصية المزعومة أن النساء لا يُطعن أزواجهن، وأنهن لا يتحجبن الحجاب الشرعي، وأن الأغنياء لا يؤدون الزكاة، ولا يحجون إلى بيت الله الحرام، ولا يساعدون الفقراء ولا ينهون عن المنكر.
ولا شك في وقوع كثير من الناس في تلك المنكرات، ولكن العلاج هو بأن يعود المسلمون إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا يتم بالعلم النافع والعمل الصالح، وليس بالكذب ونشر الخرافات، كما في وصية الشيخ أحمد هذا، حيث طلب من الناس نشر وصيته وكتابتها خمسا وعشرين مرة ليحصل ناشرها على ذهاب الغم وسعة الرزق، وهذا كله كذِبٌ على الله تعالى واستخفاف بعقول الناس.
كما ادعى صاحب الوصية أن نجمة ستظهر قريبا في السماء، وأن الشمس ستقترب من رؤوس الناس، وعند ذلك لا يقبل الله توبة أحد.
وهذا كله من الكذب والبهتان، فعلى المسلمين أن لا يُصدقوا ما جاء في هذه الوصية من باطل، وأن لا يقوموا بنشرها ولا يخافوا، فإن الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم الكبائر، قال تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمِّدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من أعظم الفِرَى أن يدعيّ الرجل إلى غير أبيه، أو يُرِيَ عينيه ما لم تَرَيا، ويقول على رسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقل" رواه البخاري.
ومعناه: من أعظم الكذب أن ينسب الرجل نفسه إلى غير أبيه، أو يقول رأيت في المنام كذا وكذا وهو لم ير شيئا، أويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و قد رد على هذه الوصية الكاذبة كثير من العلماء، منهم العلَّامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، في رسالة بعنوان التنبيه على كذب الوصية المنسوبة لشخص يُدعى الشيخ أحمد، فمن أراد التفصيل فليرجع إلى تلك الرسالة، فإنها نافعة ومفيدة.
www.abusaid.net - أسئلة في الدين
السؤال: ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد؟
الجواب: الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد رأس السنة الميلادية من عادات النصارى، وهو من أعيادهم الدينية الخاصة بهم، ونحن كمسلمين أمرنا بمخالفتهم وألا نتشبه بهم، فقال الله سبحانه: "وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ"، وقد فسرها الإمام مجاهد وأبو العالية وطاوس ومحمد بن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وهم من أئمة التابعين بأن المقصود من الزور أعياد المشركين، وجاء في عدة أحاديث نبوية صحيحة، أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن متابعة اليهود والنصارى وأمر بمخالفتهم، من ذلك قوله: "خالفوا اليهود والنصارى"، وقوله: "خالفوا المشركين"، وفي سنن أبي داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ"، ففي هذه النصوص الشرعية بيان بأن المسلم متميز في كل شيء عن غيره من أهل الملل والنِّحَل، لا يقلدهم في سلوكهم، ولا يسايرهم في أهوائهم وانحرافاتهم، ولا يتابعهم في شيء مما هم عليه من أمر دينهم، ونأسف أن نرى بعض المسلمين اليوم ينساقون وراء كل ناعق، ويسمعون لكل زنديق مارق، ويصفقون لكل كذاب فاسق، يبيعون دينهم بأبخس الأثمان، "فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ".
السؤال: هناك بعض أصحاب المحلات يصنعون أنواعا من الحلويات الخاصة بعيد الميلاد لبيعها بهذه المناسبة، ما حكم الدين في ذلك؟
الجواب: هذا العمل غير جائز لأسباب: أولها لأن فيه إعانة على الباطل، والله تعالى يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وثانيها لأن فيه ميلا إلى أهل الكفر ورضا بأعمالهم الباطلة وعقائدهم الزائفة، والله تعالى يقول: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"، وثالثها لأن فيه سعيا إلى نشر الفساد والضلال، والله تعالى يقول: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".
السؤال: ما حكم التاجر الذي يستورد بمناسبة عيد الميلاد بعض الأغراض التي تقدم كهدايا كشجرة عيد الميلاد وألبسة بابا نوال؟
الجواب: هذا الكسب خبيث لا يبارك الله فيه، لأن من رضي بالكفر والضلال وأعان عليه كان شريكا في الإثم واستحق المقت من الله واستوجب العذاب، وقد جاء في القرآن الكريم التهديد الشديد والوعيد لمن يجالس المبطلين، ويخوض معهم في غيهم وباطلهم، ويشاركهم في عملهم الباطل واعتقادهم الفاسد فقال عزّ وجلّ: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا"، وفي هذه الآية دليل على أن من شارك في الفساد والانحراف ولو بحضوره فقط، فهو من المفسدين المنحرفين عن الحق، ولا يفعل ذلك إلا مرضى القلوب وضعفاء الإيمان من المنافقين والفاسقين، ولا نتصور تاجرا مسلما غيورا على دينه يرضى لنفسه أن يكون عونا على المنكر ومعصية الله تعالى، ولا يقبل بالتجارة في الحرام، ولو كانت تدر عليه أموالا طائلة.
السؤال: جرت عادة التجار وأصحاب المؤسسات عند حلول السنة الميلادية الجديدة، أن يقدموا بعض الهدايا الإشهارية، ويكرموا مجموعة من العمال، فهل هذا التصرف يدخل في معنى الاحتفال الديني بعيد الميلاد؟
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، فإذا كان القصد هو استقبال عام جديد، ولا يعدو أن يكون فرصة لتقييم أوضاع المؤسسة وإجراء عملية الجرد، ولا يجعلون ذلك من مراسيم الاحتفال بعيد الميلاد، فلا يكون منهيا عنه لذاته، بخلاف من يفعل ذلك تعظيما للمناسبة، وقاصدا الاحتفال بعيد رأس السنة، تقليدا للنصارى ويمارس طقوسهم التي لا تمت إلى دين الله بصلة، فهو بفعله هذا يعتبر آثما، يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى.
أمي لا تموتي.. سأصلي!
كان لي جار طوال حياته بعيدا عن الله، يعيش حياة مجون وخمر ومعاص، وقد تمادى في معصيته حتى أصبح لا يصحو من الخمر ليلا ونهارا، وكان الناس يعتقدون بأن هذا الرجل لن يعود أبدا إلى الله. ولكن لله في خلقه شؤونا، شاءت الأقدار أن يأتي إلى بيته في ساعة متأخرة من الليل، فلما نزل من السيارة التي كانت تقله ودخل بيته، وجد أمه تحتضر والناس يلتفون حولها، فلما دخل عليها أفاقت أمه من غيبوبتها، والتقت عينها مع عينه بدأت تبكي فقال لها: ما يبكبك يا أمي؟ قالت له بعسر: أنت يا بني.. أخاف أن أموت دون أراك تصلي بين يدي الله. قال لها: سأصلي يا أماه ولكن لا تموتي! قالت له: إنك تمزح. فقال والبكاء يغلب عليه: والله سأصلي. أجابته والحسرة تملأ قلبها: إنك تسخر مني. فازداد بكاء الرجل ثم صاح بأعلى صوته قائلا: والله سأصلي. قالت له: لن أصدقك حتى أراك تصلي أمامي. قال: انتظريني يا أماه. فذهب عل عجل فاغتسل وتوضأ وغيّر ثيابه، وجاء مسرعا، فلما وصل الغرفة التي كانت فيها أمه سمع البكاء، فقال بلهفة ماذا حدث قالوا له: إن أمّك ماتت وهي تناديك، فمنذ ذلك اليوم عاد الرجل وتاب توبة نصوحا، وعندما أحدثه يقول جملة واحدة لا يغيّرها أبدا: "غدا سألتقي بأمي أمام ربي وآخذها بيدها وأقول لها: يا أمي إني كنت أصلي.. فأسأل الله أن يدخلني أنا وأمي إلى الجنة".
إليك الخطوات الست :
1 ـ اُصدق الله يصدقك: كن ولو مرة واحدة صادقا مع ربك، وتب توبة نصوحا، واعزم عزم الرجال الصناديد، وقل من هذه اللحظة سأهجر مواطن الفسوق والعصيان، وسأتعهد مواطن الإنابة والعبادة، ألا وهي المساجد، نعم المساجد، ألم تشتق إلى أن تسجد بين يدي الرحمن سجدة تبكي فيها، وتشكو إلى الله كل ما تجد، وتحدثه بقلب مؤمن راض.
2 ـ تزين بخلق الحياء: ما أعظم خلق الحياء، وهو جزء من إيمان المسلم، وهو طريق الجنة، وفي الحديث: "الحياء من الإيمان". وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرناء جميعًا فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر". ومعناه: إذا ارتفع مستوى الإيمان ارتفع معه مستوى الحياء والعكس، وقيل: إذا رُفع الإيمان بمعنى ضاع، ضاع معه الحياء.
والحياء يدعو إلى الخير ويصرف صاحبه عن الشر، وكذا الإيمان يفعل مع صاحبه، وفي الحديث: "مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنك لتستحي، حتى كأنه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه، فإن الحياء من الإيمان".
والحياء من شعب الإيمان التي حضَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحلي بها، وفي الحديث: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
3 ـ قبّل يدي والديك: اذهب إلى والديك وقبل يديها والتمس منهما الدعاء والعفو، فوالله إن الله يستجيب دعوتهما ويستقيم حالك، فعلى المسلم الحق أن يعرف حق أبويه، ويعترف بإحسانهما، ويعمل قدر جهده على كسب رضاهما ونيل حبهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين". عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". متفق عليه. بل إن طاعتهما تعدل حجة وعمرة وجهادا، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: "هل بقي من والديك أحد؟". قال: أمي. قال: "فاسأل الله في برّها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد".
4 ـ ابتعد عن أكل الحرام ولو قل: أكل الحرام هو رأس كل مصيبة، فأطب مطعمك يحبك الله، لأن الله طيب لا بقبل إلا طيبا، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على الأمر بتكسب الإنسان وسعيه للمعيشة، وبكف وجهه عن سؤال الناس، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ورد عنه: "لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها، فيكف بها وجهه عن الناس، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" فَحَثَّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على التكسب، ولكن يريد التكسب الحلال.
5 ـ أمسك لسانك: اللسان هو الذي يدفع بالإنسان إلى الويلات، ففي حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي قال له: "أمسك عليك هذا، وأمسك بلسانه" متفق عليه.
6 ـ امسح دمعة يتيم: الإحسان إلى اليتيم تذهب قسوة القلب كما جاء داء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".. إنسان مقطوع، إنسان مريض، إنسان بحاجة إلى مساعدة، عليه دين، يسَّرت له أموره، تنام ملء العين لأن الله راضٍ عنك: "إذا أراد الله بعبد خيراً صير حوائج الناس إليه". وفي الحديث أيضا كما في الجامع الصغير عن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس أناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس أناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه".
بقلم: الشيخ بن يحيى ناعوس ـ مسجد النور ـ وهران
