الاثنين، 15 يوليو 2013

إندونيسيا ترفع سعر الفائدة مرتين في شهر للسيطرة على التضخم

جاكرتا،الكويت - «الحياة»
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
رفعت إندونيسيا سعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي هذا الشهر، 50 نقطة أساس، في محاولة لمكافحة ضغوط التضخم وإعادة العملة إلى مستوياتها المعتادة، ووصل سعر الفائدة إلى مستواه الحالي عند 6.50 في المئة.
وكان البنك المركزي رفع سعر الفائدة في شكل غير متوقع الشهر الماضي للمرّة الأولى منذ عام 2011، قبل الارتفاع الذي كان مرتقباً في أسعار النفط والزيادة المحتملة في معدل التضخّم والتي تنتج منه. ووضعت إندونيسيا بعد ذلك الإصلاحات على أسعار النفط في نهاية حزيران (يونيو)، فزاد سعر البنزين 44 في المئة، والديزل 22 في المئة.
وأشارت المحللة الاقتصادية في «آسيا للاستثمار»، دانا الفقير، إلى أن التضخم واصل الارتفاع في الوقت ذاته، حيث ارتفع من معدل 5.5 في المئة إلى 5.9 في المئة على أساس سنوي في حزيران ويُحتمل أن تستمر الضغوط التضخمية بعد أن خفضت الحكومة دعم أسعار الوقود، ويُتوقع أن يستمر ارتفاع التضخم ليصل إلى سبعة في المئة في نهاية السنة، ما يتجاوز المعدل الذي تستهدفه الحكومة، والذي يتراوح بين 3.5 و5.5 في المئة.
وأشار تقرير «آسيا للاستثمار» إلى أن الروبية الإندونيسية لا تزال تسجل أداءً ضعيفاً حيث انخفض سعر صرفها أمام الدولار لأسباب عدة، منها تزايد عجز الحساب الجاري وانخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة والخوف من أن يبدأ مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي تقليص برنامج الإنعاش النقدي في أيلول (سبتمبر)، ما يزيد الطلب على الدولار.
وتشمل سلة «مؤشر أسعار التجزئة»، أسعار المواد الغذائية والمواصلات والسكن والخدمات والأنشطة الترفيهية. وفي إندونيسيا يشكّل الإنفاق على المواد الغذائية أكثر من ثلث السلة، ولهذا يؤثر ارتفاع أسعارها بشدة في التضخم.

كلفة الاقتراض
ولتفادي التضخم، يمكن للهيئات النقدية اتخاذ قرار لرفع أسعار الفائدة الذي سيؤثر مباشرة في قدرة الإنفاق الفردي. وبهذا الإجراء، يرفع «البنك المركزي» كلفة الاقتراض، ما يدفع الأفراد إلى تقليص اقتراضهم، وبالتالي تقليل إنفاقهم. أما خفض أسعار الفائدة فمن شأنه أن يزيد النشاط الاقتصادي عن طريق تشجيع الاستهلاك.
ويهدف تحديد مستوى سعر الفائدة إلى تمكين إندونيسيا من إدارة السيولة في سوق النقد لتحقيق الأهداف التشغيلية الموضوعة للسياسة النقدية، وهذه السياسة تعتمد على سعر الفائدة على القروض المتداولة بين المصارف في يوم واحد. ويُتوقع أن تتبع معدلات الودائع المصرفية سعر الفائدة المتداولة بين المصارف وبالتالي أن يؤثر ذلك في أسعار الاقتراض.
ووفق التقرير، قد ينتج من زيادة في أسعار الوقود تداعيات تؤثر سلباً في النمو الاقتصادي على المدى القصير، حيث تقلل من القدرة الشرائية للمستهلكين. كما أن الارتفاعات الإضافية في أسعار الفائدة بهدف السيطرة على التضخم، قد تؤثر في مستويات الاستهلاك والاستثمار، حيث يصبح الأفراد والشركات على حد سواء أكثر ميلاً إلى طلب القروض على رغم ارتفاع كلفة الاقتراض.
وكان قطاع الاستهلاك المحلي في إندونيسيا المصدر الأساس للنمو الاقتصادي، حيث حافظ على معدل نمو أعلى من نسبة ستة في المئة حتى في وقت يتدهور فيه القطاع الخارجي. وعلى رغم انخفاض سعر صرف الروبية، شهدت إندونيسيا تقلص صادراتها، بسبب قرار منع تصدير المواد الخام جزئياً، الذي فُرض العام الماضي لتشجيع تصدير السلع ذات القيمة المضافة الأعلى.
لكن، ومع تخلّص الحكومة من كلفة دعم الوقود التي كانت تعادل 16 في المئة من موازنة الدولة، أصبحت الحكومة تملك فائضاً تستطيع استثماره في تطوير البنية التحتية للاقتصاد. كما أنها ستكون قادرة على تخفيف الأثر الذي يصاحب ارتفاع أسعار الوقود في الاستهلاك المحلي عبر منح 15 مليون عائلة فقيرة تعويضات نقدية.
ويُرجّح تقرير «آسيا للاستثمار» انخفاض معدل نمو اقتصاد إندونيسيا إلى أقل من ستة في المئة هذا العام، لكنه يتوقع أن تأتي الإصلاحات الحالية المؤلمة بمصادر أكبر وأكثر استقراراً للنمو في السنوات المقبلة.

المصدر

الأربعاء، 10 يوليو 2013

رمضان في إندونيسيا


في تقليد سنوي متبع بها لاستقبال الشهر الكريم:

إندونيسيا تستقبل رمضان بتحريم المواقع الإباحية ودق الطبول والحلوى

إندونيسيا تستقبل رمضان بتحريم المواقع الإباحية ودق الطبول والحلوى
خالد خليل– سبق: إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان؛ إذ يبلغ السكان فيها أكثر من 230 مليون نسمة في عام 2010، وتشكل أرخبيلا من الجزر مكوناً من 3000 جزيرة، ويتميز رمضان في إندونيسيا بطعم مختلف.
 
ويبدأ الإندونيسيون استعدادهم المبكر لرمضان عن طريق تزيين الشوارع بالزينات الرمضانية، والتي تتكون في أغلب الأحيان من مجموعة من المصابيح الكهربائية، وفي الوقت نفسه يتعاون الجميع في تنظيف الشوارع والمساجد ومجالس العلم، والتي تشهد أول مراسم التهنئة بقدوم شهر رمضان خلال صلاة التراويح التي تُؤدى في الليلة الأولى من ليالي رمضان.. بالإضافة إلى التهنئة التي يتبادلها الإندونيسيون مع بعضهم بعضاً بقدوم رمضان.
 
ويحصل الناس على إجازة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام باختلاف المناطق، ويستغل المسلمون هذه الإجازة للقيام بزيارات إلى الأهل والأقارب؛ لتهنئتهم بقدوم الشهر الجليل.
 
وعادة ما تنخفض عدد ساعات العمل في المصالح الإندونيسية المختلفة، وفي الوقت نفسه فإن الكثير من المدارس الإندونيسية تعطي طلابها إجازة طوال أيام الشهر؛ حتى يستطيعوا التفرغ للعبادة، في حين تقلل مدارس أخرى عدد الحصص اليومية بصورة ملحوظة.
 
وفي منتصف شعبان تستقبل الحكومة في إندونيسيا شهر رمضان الكريم بقرار وزاري بحجب أكثر من مليون موقع إباحي خلال الشهر؛ للحفاظ على روحانيات رمضان وخصوصيته، وهو تقليد سنوي متبع في إندونيسيا لاستقبال شهر رمضان.
 
وتساعد الحكومة الدول الإسلامية بتجهيز المساجد لاستقبال رمضان بإعداد مكبرات صوت جيدة ترفع الأذان وتنقل دروس السيرة والفقه والتجويد والقرآن وغيرها، والتي يلقيها دعاة متخصصون في المساجد البالغ عددها أكثر من 800 ألف مسجد، باعتبارها أكبر دولة إسلامية حول العالم من حيث عدد السكان.
 
وتتبارى مساجد إندونيسيا في رفع الأذان في رمضان لدرجة الدخول في حرب مكبرات صوت بين المساجد المتجاورة كنوع من الفرح والسرور بالشهر الكريم، ويسعى كل مسجد لأن يكون هو الأعلى صوتاً عن الآخرين، أو أن يكون لدى المساجد الإندونيسية مستوى صوتي مثل موسيقى الجاز، لدرجة أن بعضاً من المساجد الكبرى قد تدفع 25 مليون روبية، أي ما يساوي 2600 دولار، ثمن مكبر الصوت، وهو ما يقدّر بضعفي سعر نظام الصوت الشائع، ابتهاجاً برمضان.
 
ولا يكتفي الإندونيسيون في استقبال شهر رمضان بحجب المواقع الإباحية، والتنافس في مكبرات صوت المساجد، بل يرتبون لزيارة المقابر، والترحم على الأموات قبل استقبال الشهر.
 
ومن المظاهر الرمضانية في إندونيسيا، خصوصاً عند الأرخبيل المالاوي، الإعلان عن دخول وقت الصلاة، وعن دخول الفجر أو المغرب بالدق على الطبول، إذ تقرع الطبول قبل وقت الأذان ثم يرفع الأذان عبر مكبرات الصوت.
 
كما يستقبل الإندونيسيون العيد بشراء تلك الطبول من سوق كبيرة في شوارع العاصمة جاكرتا والمدن الكبيرة للاحتفال بقدوم عيد الفطر، وتوضع الطبول الكبيرة على عربات تجوب الشوارع في ليالي العيد، ويبدأ الضرب عليها أثناء سير العربات في الأحياء السكنية، ويتبعها الصغار في مشهد يجسد فرحتهم بحلول أيام العيد.
 
وعلى الرغم من أن إندونيسيا تتكون من أكثر من 3000 جزيرة تتناثر على امتداد جنوب شرق آسيا وأستراليا، وتمتد بين الملايو وغينيا الجديدة، لكن تقاليد تلك الجزر الكثيرة تتوحّد خلال شهر رمضان على الرغم من اختلافها من جزيرة إلى أخرى في غيره من الشهور.
 
ولعل القاسم المشترك بين كل تلك الجزر المتناثرة في استقبال شهر رمضان هو ذبح الذبائح ابتهاجاً بقدومه، وكذلك الذهاب إلى المساجد التي تفتح أبوابها طوال النهار؛ لتلاوة القرآن الكريم.
 
ومن أشهر المساجد في البلاد: مسجد رابا، ومسجد الشهداء، ومسجد بيت الرحيم، في ساحة القصر الجمهوري في جاكرتا، وتتزيّن المساجد والبيوت طوال الشهر بالفوانيس المزخرفة.
 
وتتنوع عادات رمضان من مكان لآخر داخل إندونيسيا التي تتكون من مجموعة كبيرة من الجزر، ولكن في كل الأماكن يكون هناك احتفاء وفرحة واضحة بقدوم رمضان، والذي اعتاد الإندونيسيون على أن يبدؤوا الاستعداد له مبكراً من خلال إقامة ما يُعرف باسم "سوق شعبان"، وهو سوق كبير يُقام أمام مبنى كل مدينة من المدن الإندونيسية، أو في الحديقة العامة، وتعرض فيه كل الأشياء التي يمكن أن يحتاج إليها الناس في رمضان: من أطعمة وألعاب ومستلزمات منزلية.
 
ومن عادات أهل البلاد عند انتهاء صلاة التراويح وذهاب كل إلى بيته، أن ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد؛ للغناء والابتهالات حتى موعد السحور، فتوقظ الجماعة صاحبة النوبة الأهالي للسحور، باستخدام آلة تُسمى  "بدوق".
 
والتكافل الاجتماعي له وضع مهم في إندونيسيا بين شرائح المجتمع، حيث تقيم الأسر الغنية موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين طوال الشهر، وتزيد في العطايا والصدقات خلال ليلة القدر، كما تنشط الجمعيات الخيرية في ربوع البلاد لتجمع زكاة الفطر قبل يوم العيد ليتم توزيعها على المحتاجين.
 
ومن المظاهر الرائعة في إندونيسيا في رمضان، وجود المسلمين في ساحات كبيرة لتلاوة القرآن الكريم وتدارسه في صورة غاية في الروعة، إذ يتجمع المسلمون في حلقات يقرؤون القرآن والأذكار والأحاديث.
 
وتشمل المظاهر الرائعة أيضاً تبادل الهدايا والأطعمة، حيث ترسل كل أسرة بعض الأطعمة التي تطهيها للأسر الأخرى في تعبير واضح عن العاطفة القوية التي تجمع بين المسلمين في إندونيسيا خلال هذا الشهر المبارك.
 
مدارس القرآن
 
مساجد إندونيسيا تظل هي الساحة الأكثر احتفاءً بقدوم رمضان، حيث تظل طوال أيام الشهر عامرةً بالدروس الدينية ومدارسة القرآن الكريم التى تُقام بعد صلاة العصر كل يوم، وفي الوقت نفسه يتم تكريم المتفوقين في حفظ القرآن الكريم وتشهد مساجد إندونيسيا فى الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان كل عام، إقبالاً مكثفاً من المواطنين على الاعتكاف بها، ومن المظاهر المهمة لشهر رمضان في إندونيسيا جمع الكثيرين لأموال الزكاة وتوزيعها من خلال المساجد وبعض المؤسسات الدينية.
 
أكلات رمضان
 
"الكيتوبات" وهي عبارة عن أرز يُطبخ بطريقة خاصة، وبالماء الزائد وبأوراق النرجيل، وفي كثيرٍ من الأحيان يكون تناول الإندونيسيين لوجبات معينة رمزاً للتصالح فيما بينهم.