دمشق
صحيفة تشرين
سياسة
الاثنين 1 تشرين الثاني 2010
ترجمة: منذر قاسم البوش
يشارك الرئيس الروسي اليوم في قمة (روسيا-آسيان) في العاصمة الفييتنامية هانوي. صحيفة تشرين
سياسة
الاثنين 1 تشرين الثاني 2010
ترجمة: منذر قاسم البوش
هذه هي القمة الثانية التي تجمع روسيا إلى هذا التحالف، الذي يضم عشر دول هي سلطنة برونى وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلند وفييتنام. القمة الأولى كانت قد عقدت عام 2005 في كوالا-لامبور الماليزية.. تلتها مرحلة سبات طويلة استمرت خمس سنوات كانت كافية لوحدها للدلالة على أن طريق السياسة الروسية إلى منطقة جنوب شرق آسيا صعب وشاق.
آسيان- ظاهرة غيرة عادية في الاقتصاد العالمي، تحالف يبدو أكثر نجاحا ربما من الاتحاد الأوروبي. إنها حالة من الاندماج بين دول مختلفة استطاعت أن تجعل هذا التحالف مركزا ليس جغرافيا فحسب بل وسياسيا لكل ما يحدث في إقليم المحيط الهادي.
ويرغم وقوع هذا التحالف بين دول عملاقة، هي الولايات المتحدة والصين واليابان، إلا أنه استطاع أن يبقى على مسافة واحدة من الدول الآنفة الذكر، فتحولت اجتماعاته لاحقا إلى ساحة سياسية لبناء سياسات إقليمية عامة.
واجتماع هانوي القادم ليس استثناء.. فكما اقتضت العادة والتقاليد سيجتمع زعماء آسيان في العاصمة الفييتنامية مع بعضهم أولاً (هذا هو الاجتماع رقم 17 لدول منظمة آسيان)، بعدها سيعقدون حلقة يدعون للانضمام إليها والمشاركة في حواراتها كل دولة على حدة من الدول الشركاء، التي تستحق في رأيهم أن تحظى بلقاء على أعلى المستويات مع قادة آسيان. أما الدول المشاركة في قمة آسيا هذه المرة فهي الصين واليابان وروسيا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون.
عادة ما يكون الاجتماع قصيرا، إذ يستمر لمدة ساعة، ومنظما بشكل صارم. بداية تعطى الكلمة للضيف (في حالتنا هذه هو الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف) ثم يرد أحد قادة آسيان بكلمة نيابة عن دول المنظمة. أما نقاشات الاجتماع فتدور حول مستوى التعاون في الوقت الراهن بين دول آسيان وروسيا، والطموحات المستقبلية، تلي ذلك تعقيبات قصيرة، فبيان مشترك.
بعد انتهاء القمة عادة ما تعقد لقاءات ثنائية تبدو للوهلة الأولى أنها لا تمت بصلة إلى القمة وإن كانت لا تقل أهمية.
سياسيا.. ترى بعض الأوساط في آسيان أنه ينبغي على المنظمة أن تصحح التوازنات في تعاملاتها مع الشركاء. بكلمة واحدة ينبغي أن تعطي الدول الأخرى، بمن فيهم روسيا، إمكانية أن يشعروا بقوتهم وبتأثيرهم في الإقليم دون إفساح المجال لدول ما لأن تحتكر هذا الحق على حساب دول أخرى. ومع ذلك يبدو واضحا أن دول آسيا سعيدة بوجود روسيا شريكا أكثر من مقرب، وهذا يعني أن موسكو حاليا في وضع أقوى من غيرها في الإقليم، وستحصل على «أقل بقليل فقط» مما تطمح إليه.
روسيا في هذا الإقليم، الذي لا يمكن أن تمده بخطوطها الغازية والنفطية، بحاجة إلى قطاع أعمال «بزنس» مرتبط بالتكنولوجيا العالية، وهي أيضا بحاجة ماسة إلى تحديث الشراكة مع آسيان، وبحاجة لأن يكون لكلمتها تأثير في الإقليم، وهذا ربما أحد أسباب المسافة الزمنية الطويلة بين قمتي «روسيا – آسيان».
10 مليارات دولار هو حجم التبادل التجاري بين آسيان وروسيا.. كان هذا قبل الأزمة المالية العالمية، أما الآن فأقل. نعم ثمة نجاحات ليست بالقليلة في مجالات بيع الأسلحة، لكن ثمة بالمقابل مشاريع كثيرة، كانت قد سعت لها روسيا نهاية التسعينيات وغرقت لاحقا في الرمال.
من حيث المبدأ يمكن القول: إن النتيجة النهائية لقمة «روسيا – آسيان» القادمة في هانوي ستتجسد في إقرار خطة عمل واضحة في مجالي الاقتصاد والتكنولوجيا (خلال المرحلة التحضيرية تم الانتهاء من إعداد هذه الخطة)، والأمل معقود على أن تكون الخطة الجديدة مختلفة جدا عن تلك التي وضعت في التسعينيات.
لكن، مع ذلك يمكن اليوم الإشارة إلى أحد النجاحات في العلاقة بين روسيا وآسيان، وهي إلغاء تأشيرة الدخول للروس إلى منطقة آسيان، بخلاف أوروبا التي لم تحل هذه المسألة بعد.
لذا تنشط السياحة الروسية إلى هذه المنطقة بوتائر عالية، ومعها تنمو الجالية الروسية في الإقليم، ففي تايلاند وحدها يقيم بشكل دائم حوالي 15 ألف روسي، وهو رقم يعكس حجم الموارد البشرية الروسية، التي لا يمكن تجاهلها اليوم عند الحديث عن آفاق العلاقة بين آسيان وروسيا.
عن ريا نوفوستي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق