الجمعة، 26 نوفمبر 2010

متخلفون بعد الحج

يبتكرون أساليب وخدع للبقاء في مكة
متخلفون بعد الحج
صباح مبارك - مكة المكرمة
ما أن ينتهي موسم الحج، حتى تبدأ الجهات الأمنية السعودية في ملاحقة المتخلفين والمخالفين لأنظمة الحج، على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية والعقوبات التي تفرضها على المخالفين، بيد أن الكثير لا يتبع الأنظمة وصيحات الأمن الأمر يستدعي لمتابعة المخالفين في الأحياء الشعبية وبعض الأماكن التي تكون مخبأ لهم، حيث يمارس بعض المخالفين الحيل وأساليب للتمويه على أجهزة الأمن، رغم اصطياد أعداد كبيرة منهم وترحيلهم إلى بلادهم، رغم الفوضى والمخالفات القانونية التي لا تجد تجاوبا للنصح والإرشاد من الحملات و الإنذارات والعقوبات التي تطال المئات من الحجاج الآسيويين والإفريقيين، إلا أن هذه النسبة مضطردة، وصرح بعض المسؤولين أن التخلف بدأ يقل عن الأعوام السابقة.

الأقارب والمعارف
ويقول عابد احمد: إن الكثير من الحجاج حين ينتهون من فريضة الحج يلجئون إلى أقارب لهم في مكة المكرمة بحيث يؤونهم ويتسترون عليهم لوقت طويل حتى تنتهي إجراءات الترحيل وحملات الجوازات التي تباغتهم في الشوارع والأحياء وبعد أن يطمئنوا يبدؤون في الخروج من البيوت والبحث عن العمل، ويكون هؤلاء المؤون لهم إما من المقيمين أو السعوديين فيكونون في ضيافتهم لمدة طويلة.
جوازات السفر
وتقول ع . هوساوي: إن هناك بعضا من الحجاج من بني جلدتها و الذين يسكنون في المدينة المنورة وقد خالفوا أنظمة الإقامة يقومون باستعارة جوازات السفر من الحجاج القادمين حديثاً إلى نفس المدينة وببعض الحيل يقومون بالتوجه بهذه الجوازات إلى مكة المكرمة وبعد أن يصلوا إليها يتكفل بعض منهم بإعادة جوازات السفر لأصحابها الأصليين.
الأحياء الشعبية
ويرى مساعد مدير مشروع تعظيم البلد الحرام الدكتور عبد الرحمن الحفظي، أن اكبر المغريات والعوامل التي تساهم في نجاح بقاء الحجاج والمعتمرين وتخلفهم هو التستر من قبل المواطنين أو المقيمين وإيجاد فرص العمل في بعض الشركات المخالفة للأنظمة والقوانين ، كما أن أصحاب البيوت المستأجرة في الأحياء الشعبية والعشوائية يقع عليهم اللوم الكبير في هذا الأمر وذلك من خلال تأجير بيوتهم لهؤلاء وبأسعار زهيدة مما يوثق بقاءهم ويعطيهم ويشجعهم على إطالة المكوث .
ويرى الحفظي، أن المواطن الذي يقوم بهذا العمل المخالف يناقض الوطنية والملزم بها , كما انه يخالف معنى تعظيم البلد الحرام لما تعمّه الفوضى والمشاكل من هؤلاء ولقد «كان عمر رضي الله عنه يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول: يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم «.
و أشار الحفظي، إلى ضعف جهود الجهات الأمنية في القبض على هؤلاء من خلال حملات الجوازات في بعض من أحياء ومدن مكة المكرمة وجدة مما جعل لهم المرتع الخصب والذي يأوون إليه بكل أمان.

ظاهرة التخلف
ويقول مدير إدارة العلاقات العامة للإعلام في وزارة الشئون الإسلامية فرع مكة سمير خيري ، إن ظاهرة التخلف هذه تعتبر مشكلة أزلية تعاني منها المملكة العربية السعودية بالذات بسبب الحج والحجاج ،فهناك من لهم بعض الأقارب والذين يأتون بصدد الحج وزيارتهم ومن ثم يؤونهم ويحاولون تحقيق الأمان لهم داخل بيوتهم حتى تحين الفرص المناسبة للحصول على أعمال ومساكن ينتقلون إليها، وأشار خيري إلى أن عدد المتخلفين فقط من الجالية الأفريقية أكثر من 200 ألف شخص من الرجال والنساء.
و أشار خيري إلى أن المتخلفين يجدون الفرص الوظيفية والتي تدعم بقاءهم، كالعمل ضمن شركات متخصصة في تكسير الصخور أو التسول والسرقات وتعتبر هذه المشكلة ظاهرة خاصة في الجنسيات الإفريقية، متطرقا إلى الحلول التي شأنها تقضي على التخلف هو عدم تأجير سكن لأي من المتخلفين مهما كان بالإضافة إلى التبليغ عنهم وعن مساكنهم ومن يؤويهم، مؤكدا على دور الدوائر الحكومية في ذلك وبأنها لابد من تكثيف الحملات والتي تقضي على هؤلاء المقيمين المخالفين.

تأمين الوظائف
ويقول منصور أحمد: إن الكثير من المعتمرين والحجاج بمجرد أن ينتهي الحج أو عمرتهم يسكنون لدى أقارب لهم يوفرون لهم بعض المهن والتي يقومون بمزاولتها بهدوء ودون أي خوف لأنها تكون في المناطق التي على أطراف المدينة أو لا تتكاثف فيها حملات الجوازات أو يتحايلون بها على القانون للانخراط بين العمال النظاميين في بعض الشركات فلا تظهر حقيقتهم .
عمائر مؤجرة
ويقول نايف صالح الخزاعي عمدة محلة الطنضباوي وهو اكبر حي في مكة يتميز بوجود العديد من الجنسيات المخالفة لأنظمة العودة وأنه وبعد أن ظهر نظام البصمة في متابعة الحجاج قلت هذه الظاهر وضاقت عليهم الأساليب ولكنها تعتبر أكثر وضوحا لدى القادمين في موسم العمرة من خلال التخلف عن العودة إلى بلادهم طمعاً في تأدية فريضة الحج ويقوم البعض باستئجار إحدى العمائر غير المسكونة ومن ثم يقوم بتسكين هؤلاء شريطة عدم خروج أي فرد منهم لمدة شهرين تقريباً أي حتى يحل موسم الحج ويحصل المؤجر على ذلك على مبلغ باهظ عن كل نفر يسكن هذه العمارة طيلة شهرين متتابعين.
ويضيف الخزاعي، إن هناك تفريطا وعدم التزام من الجهات المعنية باستقدام المعتمرين و الحجاج بترحيلهم بعد أداء عمرتهم أو حجتهم فلا بد من وضع خطط مدروسة لحل هذه المشكلة من جذورها .
ويقول أبو خالد : إن الذين يتخلفون عن العودة إلى بلادهم عند تأدية الحج والعمرة هم من كبار السن خاصة لأمانيهم بالموت في مكة المكرمة أو الشباب والشابات والذين يطمحون في العمل داخل البيوت أو لدى الأفراد والتي يجدونها بسهولة .

الخادمات الاندونيسيات
وتجد الكثير من الخادمات الاندونيسيات في الأماكن الأكثر أمانا خوفا من القبض عليهن من قبل الجوازات ،حيث يعملن داخل البيوت وذلك من خلال العمل بأسعار منخفضة في قرابة الخمس مئة ريال مقارنة بصاحبات الخبرة منهن واللاتي يقبضن ما يقارب الألف وخمسمائة ريال .
كذلك مكوث السائقين داخل البيوت وعدم الخروج إلا برفقة النساء وكما هو معروف فإن الجهات المسئولة من المرور أو الجوازات لا تقوم بمساءلة سائقي العوائل فوجد بعض من متخلفي الحج والعمرة في هذا الأمر أمانا لهم وسببا في مكوثهم بالعمل كسائقين للعوائل فيتجنبون المسائلة القانونية أثناء سيرهم .

مراكز التجميل
وتجد الكثير من العاملات المتخلفات يعملن في مجال التجميل رافضات العمل في ديارهن، حيث يبحثن عن الأمان في السكن والمأوى من خلال العمل في مراكز التجميل النسائية خاصة لعدم وجود الحملات التي تختص بالمخالفين وسهولة إخفاء ذلك من النساء .
فتقول أم ريمان: بأنها أتت لأداء فريضة الحج ولرغبتها في العمل في مجال التجميل وخصوصا أن الكثير من مراكز التجميل تفضل العاملات غير السعوديات فلقد وجدت أنها أفضل طريقة تأمن فيه من الحملات من قبل الجوازات والترحيل حتى تستطيع أن تجمع من الثروة ما تستطيع أن تساير به حياتها في بلادها .

نظام البصمة
ولقد وضحت المديرية العامة للجوازات، أنه قد تم الانتهاء من تركيب وتشغيل أجهزة تسجيل نظام البصمة في معظم مناطق ومحافظات المملكة وهي :
وتأتي خطوة تشغيل نظام البصمة في إطار تعميمها على باقي مناطق المملكة ، وقد بدأت الجوازات بتطبيق المرحلة الأولى في جوازات منطقة الرياض وتم تدشين وتشغيل النظام قبل عدة أشهر بعد الانتهاء من مرحلة التجربة والتهيئة الفنية،
وفي المرحلة الثانية تم تشغيل نظام البصمة في أبها وخميس مشيط والإحساء وارامكو وجوازات العاصمة المقدسة بمنطقة مكة المكرمة إضافة إلى تطبيق النظام في إدارة وافدي جوازات محافظة جدة.
ومن ناحية أخرى فقد تم تشغيل نظام إصدار وطباعة بطاقة الإقامة في معظم مناطق المملكة وجار العمل على تشغيله في بقية المناطق والمحافظات ، وحسب النظام الجديد فسوف يتم إصدار وطباعة بطاقة إقامة لكل وافد سواء كان رب أسرة أو تابع بغض النظر عن أعمارهم ، ونظام طباعة الإقامة مرتبط بالنظام المالي الذي سوف يسهل سرعة إصدار وطباعة بطاقات الإقامة

ربط المنافذ
وأكد قائد قوات الجوازات للحج العميد عايض الحربي في تقرير سابق له، أنه تم ربط جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بنظام البصمة، ويخضع كل القادمين للبصمة بما فيهم الحجاج دون استثناء، مبينا أن النظام لا يستثني دخول الحجاج الذين سبق أن تم ترحيلهم عدا من كان مرحّل سابقا، وعاد بتأشيرة حج ووُجِدَ اختلاف في اسمه أو معلوماته فيعاد من حيث أتى.
وأضاف: إن المديرية قد سخرت إمكاناتها البشرية والتقنية كافة، وذلك بدعم كل المنافذ التي تستقبل الحجاج بكوادر بشرية مؤهلة ومدربة من الضباط والأفراد، والعمل بكامل طاقتها بما يعزز سرعة إنجاز دخول الحجاج. كما أن الجوازات تقوم بإعادة أي شخص يصل إلى هذه المراكز ولا يحمل تصريح حج، فيما يتم القبض على كل من يحمل حجاجا من دون تصاريح حج أو مخالفين لنظام الإقامة يتم حجز المركبة وتطبيق العقوبة المقررة بحقه، التي تصل إلى عشرة آلاف ريال على كل شخص يحمله، وتتعدد الغرامة بتعدد المخالفات. مؤكدا أن لا حج من دون تصريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق