الجمعة، 26 نوفمبر 2010

إندونيسيا: الوقاية من الكوارث لا تحظى بما يكفي من الاهتمام

  جاكرتا، 25/نوفمبر/2010

Read this report in English


الصورة: جفري إيريز/ايرين
تعودت إندونيسيا عن الكوارث الطبيعية
 يقول الخبراء أن الكوارث التي وقعت في إندونيسيا مؤخراً - كالتسوناميوالانفجار البركاني الأخير - تؤكد على حاجة الإندونيسيين للقيام باستعدادات أفضل لمواجهة الحالات الطارئة.
وفي هذا الإطار، قال وسنو ويجايا، مدير وحدة التأهب للكوارث في الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "إندونيسيا لم تصل بعد إلى المرحلة التي يكون فيها السكان مستعدين لمواجهة الكوارث...فالاندونيسيون بطبعهم يميلون إلى المخاطرة ولذلك لا يعتبر الاستعداد لمواجهة الكوارث أمراً مهماً بالنسبة لهم، وخاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من الفقر وانعدام التعليم."
وأضاف أن قانون عام 2007 حول التخفيف من آثر الكوارث يدعو كل مدينة ومديرية ومقاطعة في إندونيسيا لإنشاء وكالة خاصة بها لإدارة الكوارث ولكن لم يمتثل سوى حوالي 20 بالمائة منها لهذا القانون بسبب معوقات التمويل.
من جهته، أشار آفيانتو أمري، مدير منظمة "بلان إندونيسيا" للحد من مخاطر الكوارث إلى أنه على الرغم من تحسن وعي الناس في مجال التأهب للكوارث بفضل وسائل الإعلام، إلا أنهم لا يقومون بذلك بشكل يومي، و"يبدو أن الناس يبدؤون بالتفكير في الاستعداد بعد وقوع كارثة في حين لا تحظى أنشطة الوقاية من الكوارث بما يكفي من الاهتمام".
وأوضح أمري أن بلان تجري تدريبات حول الاستعداد للزلزال والتسونامي مرة في السنة في المناطق المعرضة للخطر، مثل منطقة باريامان في سومطرة الغربية ومنطقة سيكا في مقاطعة نوسا تينجارا الشرقية. وأضاف: "نحن نركز على الأطفال لأنهم الفئة الأكثر ضعفاً. كما نرى في ذلك استثماراً للمستقبل لأنهم سيكونون قادرين على إنقاذ من حولهم عندما يكبرون."
الاستعداد
بدوره، أفاد آدي إدوارد، رئيس وكالة إدارة الكوارث في سومطرة الغربية، أن علماء الحكومة ومنظمة "سيرف إيد" الخيرية الدولية يعملون على رفع تأهب المجتمعات الضعيفة في جزر مينتاوي لمواجهة التسونامي منذ عام 2005 وقد بدؤوا بالفعل بلمس النتائج. فقد شهدت المناطق التي قامت بتدريبات منتظمة للتسونامي عدداً أقل من المصابين والقتلى بعد التسونامي الأخير الذي ضرب البلاد في 25 أكتوبر.
وأضاف إدوارد أن "أقل من 10 أشخاص قتلوا في بعض القرى التي تضررت بشدة جراء التسونامي [الأخير] في حين وصل هذا العدد في قرى أخرى إلى أكثر من 80 شخصاً" دون أن يسمي هذه القرى. وأوضح أن السبب في ذلك يعود إلى أن "القرى المعرضة للخطر كانت تضم طرق إخلاء وكان سكانها مستعدين".
وأفادت منظمة "سيرف إيد" أنها بدأت برنامجاً للتحذير من الكوارث عام 2006 يستهدف 55 قرية ساحلية (33 في نياس و22 في جزر مينتاوي) يتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية هي: التوعية والتخطيط للكوارث الطارئة وبناء القدرات، والتخفيف من آثار الكوارث. كما قامت مجموعة مجتمعية تسمى "كوغامي"، أو مجتمع التحذير من التسونامي، منذ عام 2005 بتثقيف الناس حول التأهب للكوارث في غرب سومطرة.

الصورة: ويكيبيديا
أضطر آلاف الأشخاص للفرار من ديارهم بسبب جبل ميرابي

وقال ريفانش جيفريزال كابويك، مدير برنامج كوغامي أنه بعد أن "ضرب تسونامي المحيط الهندي جزيرة آتشيه عام 2004، أدركنا أننا قد نتعرض نحن أيضاً لكارثة مماثلة." وأضاف أن مجموعة كوغامي تجري تدريبات للاستعداد للتسونامي وتقدم دروساً في التأهب للكوارث في المدارس بالإضافة إلى تشغيل محطة إذاعية لنشر الوعي حول الاستعداد للكوارث.
وتنفق كوغامي نحو 450,000 دولاراً سنوياً على برامجها، بتمويل من المانحين الأجانب، بما في ذلك، منظمة ميرسي كوربس والحكومة السويدية. وتحدث كابويك على برامج المؤسسة قائلاً: "تعتبر برامجنا التعليمية فعالة جداً. فلم يتعرض أي من أفراد مجموعتنا للموت في زلزال 30 سبتمبر 2009 بل ساعدوا الحكومة في جهود الإنقاذ."
الحد من الكوارث في المناهج المدرسية
من جانبه، قال ن. س. فيجيا، رئيس مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أرسلت في شهر مارس مذكرة إلى مسؤولي التعليم في المقاطعات لإدراج الحد من مخاطر الكوارث في المناهج المدرسية. وأضاف قائلاً: "نتمنى أن يتعلم الجيل القادم المزيد عن التأهب للكوارث لأن حدوث الكوارث أمر واقع وكل ما نستطيع القيام به هو إعداد أنفسنا من أجل تقليل الخسائر."
وقد قامت الوزارة بتوزيع ألف مجموعة تعليمية حول التأهب للكوارث على مكاتب التربية والتعليم في المقاطعات والمنظمات غير الحكومية لتقوم بدورها بتوزيعها على المعلمين والطلبة. وأوضح فيجيا أن "هذه الوسائل ستساعد في تقديم المبادئ التوجيهية لتنسيق جهود الاستجابة للكوارث."
من جهته، قال سوتوبو نوغروهو، مدير وحدة الحد من الكوارث في الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أن الحكومة خصصت 300 مليار روبية (33.6 مليون دولار) لعمليات الوكالة هذا العام، لكنه لم يذكر المبلغ الذي تم إنفاقه على تحسين تأهب المجتمعات.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس الوكالة سيامسول معارف أنه تم تخصيص 1.7 مليون دولار للتأهب للكوارث وطالب البرلمان بالسماح باستخدام 10 بالمائة من ميزانية الدولة البالغة 424.5 دولار لهذا الغرض.

atp/ds/mw-zaz/dvh/amz

 
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق