الجمعة، 17 ديسمبر 2010

أكثر من 100 بحث تتناول جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية


مؤتمر يرعاه خادم الحرمين وتستضيفه الجامعة الإسلامية الأحد
خالد العنقري
وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري

المدينة المنورة: ماهر عبدالمجيد 2010-12-17 2:51 AM     
ينتظر أن يقدم المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، الذي تنطلق فعالياته بعد غد في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 101 بحث من البحوث التي أجيزت للنشر في السجل العلمي للمؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين، ويفتتحه نيابة عنه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وتم اختيار تلك البحوث من أصل 126 بحثا تلقتها الجامعة – بحسب مديرها الدكتور محمد العقلا - لعدد من الباحثين والباحثات من داخل المملكة وخارجها.
وتتضمن هذه البحوث سبعة محاور تدور حول جهود المملكة في خدمة التضامن الإسلامي، وجهودها في خدمة قضايا المسلمين في العالم، وفي دعم المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية، وكذلك في خدمة القضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام، ودروها في تعليم أبناء المسلمين، والمساعدات المالية للمملكة المقدمة للشعوب العربية والإسلامية، وجهود المملكة في التنمية في الدول العربية والإسلامية.
"الوطن" وقفت على عدد من تلك الأوراق التي تضمنها عدد من المجلدات التي أصدرتها الجامعة عن المؤتمر، حيث تناول الدكتور جمعة بن الصادق بن محمد شيخة في بحثه، الذي يأتي بعنوان "مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي في خدمة القضايا الإسلامية حدودها وأبعادها" دور المملكة في تقديم المؤتمرات، ويشير إلى تنظيم المملكة لأربعة مؤتمرات خلال سنتي 1429 و1430 حيث جاءت هذه المؤتمرات في دقة من التنظيم فمن حوار حضاري في الرياض بين ثقافتين عريقتين يعبق منها أريج الماضي ويتألق في رحابهما نور الحداثة والذي أقيم ضمن نطاق المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي والذي كان بعنوان "الثقافة واحترام الأديان"، إلى حوار آخر بمكة اتخذ الآية الكريمة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) شعارا له، إلى حوار ثالث بمدريد شمل كل الديانات سماوية كانت أو وضعية، إلى حوار رابع بسويسرا كان هدفه تأسيس مرجعية أخلاقية جماعية تكون ميثاقا أمميا بين البشرية جمعاء بقيمها النبيلة وقواسمها المشتركة.
وأكد جمعة في بحثه أن المملكة سعت بهذه المؤتمرات العديدة وبما تمخض عنها من مواثيق وتوصيات إلى غايات نبيلة منها توحيد المسلمين بالإجماع وتأصيل الهوية الحضارية الإسلامية في عقول الشباب ونفوسهم ليتصدوا للتيارات الفكرية والعقائد الهدامة، وتوطيد العلاقة بين المؤسسات الدينية الإسلامية والمؤسسات الدينية الغربية، وكذلك مقاومة عقلية منهجية لتيارين فكريين جارفين سببا للإنسانية مآسي عديدة ومازالت البشرية تعاني منهما منذ العشرية الأخيرة من القرن الماضي إلى اليوم وهما التيار القائم على نظرية "نهاية التاريخ" للكاتب الأميركي فرانسيس فوكوياما، والتيار القائم على أطروحة صامويل هنتنجتون حول صدام الحضارات.
أما المحاضر بجامعة الجوف خالد الشراري فيتحدث في بحثه والذي جاء بعنوان "دور المملكة العربية السعودية في إنشاء رابطة العالم الإسلامي ودعم مسيرتها" حول الدور الكبير للمملكة في تأسيس رابطة العالم الإسلامي، وكيف عملت المملكة على تأسيس هذه الرابطة كمنظمة شعبية إسلامية لنشر الدعوة وخدمة المسلمين ودحض الشبهات بالإضافة إلى الدور الكبير للمملكة في تمويل رابطة العالم الإسلامي وإهداء الملك فهد مقرا لها في مكة المكرمة، بالإضافة إلى دور المملكة في دعم مسيرة رابطة العالم الإسلامي في المجال الدعوي من خلال فتح مكتب للرابطة بالعاصمة الكورية الجنوبية سول، ومساعدة الحجاج اليوغسلافيين أثناء الحكم الشيوعي.
ويتطرق الباحث الشراري لدور المملكة في دعم مسيرة رابطة العالم الإسلامي في المجال التربوي والتعليمي والذي يشكل أحد الجوانب الأساسية في نشاطات رابطة العالم الإسلامي، مشيرا إلى الدور الكبير للمملكة في دعم مسيرة الرابطة في المجال الإعلامي ودورها في دعم الرابطة في مجال القضايا الإسلامية.
وتوصلت الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من خلال بحثها والذي حمل عنوان "زيارة الملك فيصل إلى أفريقيا عام 1392 /1972 لترسيخ فكرة التضامن الإسلامي، مشيرة لاهتمامه - رحمه الله - بأفريقيا بعد شعوره بخطورة تغلغل إسرائيل فيها رغم أغلبيتها المسلمة، مشيرة إلى مبادرة الملك فيصل في التخطيط لمحاربة التوسع الإسرائيلي، ولإعادة تلك الدول إلى عالمها الإسلامي وتوعيتهم بحقيقة إسرائيل وأنها عدوة للإسلام والمسلمين.
كما تشير في بحثها إلى أن هدف الملك فيصل كان الالتقاء بحكام دول تشاد وأوغندا والسنغال وموريتانيا والنيجر، مبينة أنه استطاع خلال رحلته أن يوقظ مشاعرهم الإسلامية، وأن ينجح في جعل تلك الدول تقطع علاقاتها بإسرائيل وتوقف التعامل معها.
وترى الدكتورة سلوى سعد الغالبي في بحثها "جهود الفيصل لخدمة التضامن الإسلامي في ضوء العلاقات السعودية التركية" حول المحور الأول بزوغ فجر العلاقات السعودية التركية في عام 1926 حين بايع أهل الحجاز الملك عبدالعزيز ملكا عليهم حيث كانت الجمهورية التركية إحدى خمس دول قررت إقامة علاقات مع الدولة السعودية الفتية، وتشير إلى الركود الذي أصاب العلاقة بين الدولتين بسبب ميل تركيا إلى المعسكر الغربي خلال فترة الحروب الباردة والتي تلت الحرب العالمية الثانية، لتكون زيارة الملك فيصل في عام 1966 نقطة انطلاق أساسية في العلاقات بين الدولتين وهو ما دعا الملك فيصل ليلقي خطابا يبين فيه أهمية أن يترابط المسلمون متحدثا خلال خطابه عما يقاسيه الشعب الفلسطيني والعدوان الذي لم يمر على أي شعب في العالم، بالإضافة لما يقاسيه الأتراك في قبرص، خاتما خطابه بالشكر الحار على الترحاب.
الغالبي أشارت إلى توطيد العلاقة بين المملكة وتركيا والتي حرص عليها الملك فيصل ورحلته التي تجول فيها في تركيا، وكيف أهديت له المواطنة الفخرية والمفتاح الذهبي للعاصمة إستانبول والذي سلمه له رئيس بلدية أنقرة وسكان إستانبول.
وبينت الغالبي في بحثها كيف استطاع الفيصل توطيد هذه العلاقة حيث جاءت المؤشرات إيجابية من خلال زيارة الرئيس التركي جودت صوناي عام 1968.
وجاءت مشاركة الدكتور صالح بن عبدالله الفريح من جامعة أم القرى ببحث عنوانه "من جهود الملك سعود في خدمة العالم الإسلامي"، حيث استعرض الفريح خلال بحثه مبحثين ذكر في الأول نبذة تاريخية عن الملك سعود "حياته، وولايته، ووفاته"، ثم أوضح خلال المبحث الثاني الجهود الكبيرة للملك سعود رحمه الله في خدمة العالم الإسلامي دعويا.
وأكد الفريح في بحثه على جهود الملك سعود في خدمة العالم الإسلامي من خلال إنشاء الجامعة الإسلامية وعنايته الفائقة (رحمه الله) بمنطلق الدعوة ومدرسة المسلمين الأولى ومحل إقامة عباداتهم من خلال توسعة الحرم المكي والمسجد النبوي والإسهام في الإعمار والترميم الذي احتاج له المسجد الأقصى بعد الضرر الذي تعرض له من قبل اليهود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق