الخميس، 13 يناير 2011

الجهل يغذي عادة التدخين بين الصغار في إندونيسيا

  جاكرتا ، 13/يناير/2011

Read this report in English


الصورة: مساهم/إيرين
نسبة التدخين بين الشباب في إندونيسيا هي الأعلى في العالم
 تعتبر نسبة المدخنين الصغار في إندونيسيا الأعلى في العالم في الوقت الذي يعرقل فيه الجهل ولوبي التبغ القوي جهود القضاء على إدمان النيكوتين في البلاد، وفقاً للعاملين في مجال الصحة والحكومة.

وتحتل إندونيسيا، التي يبلغ عدد سكانها 230 مليون نسمة، المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد المدخنين، بعد الصين والهند، اللتين يبلغ تعداد سكان كل منهما أكثر من مليار نسمة، وفقاً للرئيس السابق لنقابة الأطباء في إندونيسيا، كارتونو محمد، الذي أضاف أنه قد يكون لدى الصين والهند عدد أكبر من المدخنين نظراً لارتفاع عدد سكانهما، ولكن إندونيسيا تضم أعلى نسبة انتشار للتدخين بين الصغار.

ووفقاً للملف الصحي الإندونيسي لعام 2008، يدخن 29 بالمائة من الإندونيسيين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات أو أكثر 12 سيجارة يومياً في المتوسط. وقد بدأ 10 بالمائة من المدخنين التدخين عندما كان عمرهم يتراوح بين 10 و14 عاماً، بينما بدأ 0.1 بالمائة التدخين قبل أن يتجاوزوا الخامسة من عمرهم، وفقاً للتقرير الذي صدر في 2010.

وقال محمد، وهو الآن عضو في حملة تابعة لشبكة مكافحة التبغ الإندونيسية، وهي منظمة غير حكومية أن "ثلاثة من بين كل أربعة ذكور بالغين في إندونيسيا يدخنون، وأسوأ شيء هو أنهم يدخنون في وجود الأطفال والنساء الحوامل". وأضاف في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "وضع التدخين في إندونيسيا لم يصل بعد إلى حالة وباء، ولكن الحالات التي تم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام تشير إلى أن الوضع خطير ومثير للقلق لأنها لا تقتصر على منطقة واحدة

طفل يصدم العالم 

وقد عُرض مقطع فيديو لطفل من جزيرة سومطرة في غرب إندونيسيا يبلغ من العمر عامين وهو يدخن بشراهة أكثر من مليار مرة بعد تحميله على الإنترنت في مايو الماضي. ومنذ ذلك الحين، خضع الطفل للعلاج من إدمان السجائر تحت رعاية لجنة حماية الأطفال في البلاد. وقالت اللجنة في سبتمبر الماضي أن الصبي، آلدي ريزال، قد تغلب على إدمان النيكوتين، ولكن الخبراء يعتقدون أن هذه الحالة تشير إلى مشاكل أكبر في تنظيم صناعة التبغ.

المعارك التشريعية

وقد صنف قانون الصحة الصادر عام 2009 التبغ كمادة إدمان، ولكن المزارعين في جاوة الوسطى، إحدى أخصب مناطق زراعة التبغ في البلاد، يقاومون إطلاق هذه التسمية في المحكمة الدستورية، بدعوى تهديدها لمصدر رزقهم.

وأفاد محمد أن الحكومة كانت مترددة في تنظيم صناعة التبغ بشكل صارم بسبب الضغوط من القائمين على هذه الصناعة. وأضافت ليلى سوليستيواتي، مدير تعزيز الصحة في وزارة الصحة، أنه على الرغم من ذلك، تستعد الحكومة لفرض تنظيم وطني لصناعة التبغ يسعى إلى تقييد إعلانات السجائر ورعاية الشركات المنتجة بغرض تنفيذ القانون الصحي الصادر في 2009.

وأفادت أنه "من المستحيل إغلاق مصانع السجائر، ولكننا نسعى إلى توعية الجمهور بأن التدخين يشكل خطراً على صحتهم. يجب أن يفهم الأشخاص الذين لا يستطيعون التوقف عن التدخين ذلك، وألا يعرضوا أسرهم للخطر".

الجهل المزمن

غير أن الصغار في هذا البلد لا يفهمون تلك المخاطر جيداً، حيث قال ديماس رياضي، وهو من أطفال الشوارع ويبلغ عمره 15 عاماً، أن التدخين ساعده على الاختلاط مع أقرانه. "كل أصدقائي يدخنون، لذلك فمن الطبيعي أن أدخن أنا أيضاً". وأضاف ديماس، الذي يكسب رزقه عن طريق تقديم عروض في الشارع لسائقي السيارات عند تقاطع مزدحم وسط العاصمة جاكرتا: "لم أصب بمرض نتيجة للتدخين".

وقال محمد أنه وفقاً لبحث حكومي أجري عام 2005، يتم إنفاق ما يقرب من 20 مليار دولار سنوياً على خدمات الرعاية الصحية المرتبطة بالتدخين، أي ثلاثة أضعاف الضرائب المفروضة على السجائر التي تحصلها الدولة. ولا يغطي التأمين علاج الأمراض المرتبطة بالتدخين.

كما أظهر الملف الصحي الحكومي لعام 2008 أن 60 بالمائة من الوفيات في إندونيسيا حدثت بسبب أمراض غير معدية - بما في ذلك التدخين – مقارنة بـ 48.5 بالمائة في 2001.

وفي جميع أنحاء العالم، تسببت الأمراض غير المعدية في حوالي 60 بالمائة من الوفيات و43 بالمائة من عبء المرض قبل عقد من الزمن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. واستناداً إلى الاتجاهات الحالية، من المتوقع أن تصبح هذه الأمراض مسؤولة عن 73 بالمائة من الوفيات و60 بالمائة من عبء المرض في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

atp/pt/mw-ais/dvh

 
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق