الاربعاء, 13 أبريل 2011
جاكرتا - أ ف ب - في عيادة خاصة في جاكرتا، تنفث مساعدةٌ في الرعاية الصحية الدخانَ في فم امرأة تعاني من مرض شديد، ففي إندونيسيا إحدى آخر جنات مصنِّعي التبغ، يعالج مرضى السرطان أيضا بالسجائر.
وهذه المريضة الغربية تعاني من النفاخ الرئوي بعدما استهلكت السجائر على مدى عقود من الزمن، فإلى جانب السرطان والتوحد، يعتبر هذا المرض الرئوي أحد الأمراض التي تدّعي عيادة «غريا بالور» معالجتَها.
قد يُحْظَر إنشاءُ عيادات مماثلة في بلدان أخرى، ولكن ليس في إندونيسيا، أحد البلدان الناشئة التي تشكل ملاذاً لكبار مصنِّعي التبغ في العالم الذين تتناقص أرباحهم في الغرب.
وتحتل عيادات مماثلة لـ «غريا بالور» مواقعَ مهمة ورائجة في البلاد، بما أن عادة استهلاك التبغ تنتشر في البلاد، لا سيما سجائر القرنفل أو سجائر «كريتيك»، إضافة إلى تشريعات خاصة ضعيفة وبلايين الدولارات التي تحصدها الحكومة جراء ذلك.
وتؤكد الدكتورة غريتا زهار، الحائزة شهادة دكتوراه في كيمياء النانو، أن عيادتها عالجت منذ عشر سنوات 60 ألف مريض بواسطة دخان السجائر. وبالنسبة إليها يمكن معالجة أمراض كثيرة، من بينها السرطان، إضافة إلى محاربة الشيخوخة، عبر التحكم بمستوى الزئبق في التبغ.
وتشدد على أن «الزئبق هو علة جميع الأمراض، وسجائرنا تحتوي على مواد فاعلة تستخرج الزئبق من جسم الإنسان، لافتة إلى أنها ليست في حاجة إلى إخضاع أساليبها لاختبارات سريرية ولا إلى نشرها في المجلات المتخصصة، خصوصاً أنها لا تملك المال الكافي «لمواجهة علماء الطب الغربي».
والأندونيسيون، شباباً كانوا أو مسنين، يتفاعلون بحماسة مع الحملات الدعائية لمصنِّعي التبغ، وكأنهم يجـــهلون أن الـــتبغ يولِّد إدماناً ويُلحِق الضرر بالصحة. يدخنون في مراكز التجميل وفي قاعات الانتظار عند أطباء الأسنان. إلى ذلك، يعطي بعض الأهالي صغارهم سجائر حتى يبقوا هادئين، كما توزع السجائر مجاناً للمراهقين عندما يشترون بطاقات لحفلة موسيقية ما.
ويَنْدُر تطبيق حظر التدخين في بعض الأمكنة، كما تنتشر إعلانات التبغ لتحتل المشهد كله على الطرقات، كما على شـــاشات التلفزة. وثمن علبة السجائر دولار، ويأتي التبغ ثانياً في سلم الإنفاق بعد المواد الغذائية في العائلات الأكثر فقراً.
ووفق منظمة الصحة العالمية، تضاعفت نسبة المدخنين في إندونيسيا ست مرات خلال السنوات الأربعين الماضية. ويقضي سنوياً 400 ألف شخص نتيجة لأمراض مرتبطة بالتبغ.
لكن إندونيسيا تبقى البلد الآسيوي الوحيد الذي لم يصدِّق على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية في شأن مكافحة التبغ، والتي انضم إليها 172 بلداً، الأمر الذي يجعلها إحدى الاتفاقيات التي حصدت أكبر نسبة مصادقات في تاريخ الأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق