الاثنين، 15 نوفمبر 2010

قطار المشاعر" يبدأ أولى رحلاته لتدخل خدمات الحج مرحلة جديدة

الإثنين 15 نوفمبر 2010م
الرياض – MBC
انطلق الاثنين 15-11-2010 "قطار المشاعر" الذي تخصِّصه السلطات السعودية لخدمة الحجاج ونقلهم بين المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج خلال العام الجاري، لتدخل خدمات الحج مرحلة جديدة.
ويبدأ القطار رحلته من محطة الجمرات في مشعر منى، مرورًا بمزدلفة، ووصولاً إلى عرفات، مختصرًا المسافة والزمن اللذين كان يستغرقهما الحجاج سابقًا من ست ساعات إلى ساعة واحدة.
ويعمل "قطار المشاعر" الآن بثلث طاقته الاستيعابية، ومن ثم فمن المتوقع أن ينقل القطار في حج هذا العام 175 ألف حاج من الحجاج؛ أي بنسبة 35%، بينما سيعمل في العام القادم بكامل طاقته الاستيعابية.
مشروع ضخم
و"قطار المشاعر المقدسة" مشروع خط سكة حديدية، يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة: منى، وعرفات، ومزدلفة. وتبلغ تكلفة هذا المشروع نحو 6.7 مليارات ريال سعودي -1.78 مليار دولار- وبدأ تنفيذه منذ بداية عام 2009 من خلال "الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية"، ويعمل به نحو 14 ألف عامل.
ويتألف المشروع من 20 قطارًا تعمل بالاتجاهين بين المشاعر؛ كل قطار مكون من 12 عربة، وكل عربة تنقل 250 حاجًّا: 50 جلوسًا، و200 وقوفًا، أي إن كل قطار يحمل ثلاثة آلاف حاج.
ويسير "قطار المشاعر" على أعمدة مرتفعة عن سطح الأرض يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى نحو عشرة أمتار؛ تفاديًا لعرقلة حركة المشاة أو وسائل النقل الأخرى التي تنقل الحجاج.
يُعَد "قطار المشاعر" جزءًا من مشروع "قطار الحرمين السريع"، والذي يهدف إلى ربط منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورًا بمحافظة جدة، بطول 480 كيلومترًا.
تقوم فكرة القطار على الاستغناء عن استخدام وعزل الحافلات؛ حيث سيتم الاستغناء عن نحو 70 ألف حافلة تنقل الحجاج برًّا.
غير أن مشروع القطار لن يلغي ما يسمى "مشروع النقل الترددي للحافلات"، الذي يقلل من الازدحام خلال فترة أداء مناسك الحج. والنقل الترددي قائم على شق طرق خاصة تُسيَّر فيها حافلات الحجاج وفق مناطقهم الجغرافية.
رحلة القطار
وطريقة الدخول في حال ازدحام الحجاج يكون عن طريق صالة الانتظار، وهي الصالة التي تستقبل الحجاج القادمين من الجمرات بعد الرمي، وفيها يتم تأكد حمل كل حاجٍّ إذنَ ركوب القطار بواسطة سوار يربط على المعصم ملون حسب منطقة الركوب، وتفحص الأساور لتأكد صحة مكان الحاج وسلامتها من التزوير.
وتستوعب هذه صالة الانتظار ثلاثة آلاف راكب، وبعد اكتمال العدد عن طريق رجال الإشارة وخطوط التفويج وكاميرات المراقبة، تفتح أبواب صالة الإركاب -وعددها 60 بوابة- ليتم تفويج ذلك العدد فورًا إلى صالة الإركاب التي تتسع لنفس العدد، وتتميز بوجود إشارات أرضية لتنظيم الحجاج أمام البوابات الستين بوجود أربعة رجال أمن؛ اثنان في الأطراف واثنان في المنتصف، يحملون رايات زرقاء من أجل التفويج بشكل موحد ومتوازن مع جميع البوابات إلى داخل القطار.
كل صالة تستوعب ثلاثة آلاف حاج؛ ما يعني أن ستة آلاف حاج في الرحلة الواحدة هي الطاقة الاستيعابية بكل قطار في كل رحلة، وهذا العام سوف يعمل 9 قطارات فقط من 20 قطارًا سيتم إدخالها الخدمة العام المقبل.
وينتظر القطار بعد توقفه تمامًا دقيقتين، ثم يتم الإعلان عن غلق الأبواب ومغادرة الجمرات مع بدأ صفارات الإنذار بالرنين التصاعدي لمدة أربعين ثانية، وتضاء الإشارة الحمراء "التحذيرية" أمام الأبواب، وهي الوقت النهائي للاستعداد والاستواء على المقاعد إذانًا بالانطلاق إلى المحطة التالية.
وينطلق القطار بسرعة 80 كيلومترًا حتى يصل إلى منى محطة "أ" في مدة لا تتجاوز دقيقتين بعد التنبيه على ذلك صوتيًّا، ثم تُفتح أبواب صالات الانتظار، ثم بعد عشر ثوانٍ تُفتح أبواب القطار بعد التوقف بشكل كامل.
دقيقتان ثم يُعْلَن عن الانطلاق مرة أخرى مكملاً رحلته، في هذه الأثناء يتم تفويج الحجاج إلى بوابات القطار للمنتقلين إلى محطات منى "ب" و"ج" أو محطات مزدلفة وعرفات.
وتتكرر هذه الطريقة في محطات التوقف الثلاثة في كل مشعر، فيما السرعة تختلف في رحلة القطار بين مزدلفة وعرفات من محطات مزدلفة "ج"؛ حيث ينطلق القطار بسرعة 120 كيلومترًا ليصل إلى محطة "أ" في عرفات خلال 4 إلى 6 دقائق، فيزداد الوقت وينقص، حسب سرعة تفويج الحجاج ثم الرجوع مرة أخرى بنفس وتيرة الذهاب.
رحلة هادئة
وتتسم الرحلة بـ"قطار المشاعر" بالهدوء عند المسير والتوقف، وبرودة الهواء داخل مقطورات القطار المزودة بالتكييف المركزي لكل قاطرة.
وثمة خدمة مميزة بتوفر شاشتين متجاورتين: واحدة للعرض التلفزيوني المباشر، وأخرى للعرض الإرشادي والتوعوي المسجل، بالإضافة إلى شاشات تقرأ بلغتين عن خط السير المتوازن.
إلى جانب اللوحات الضوئية الموضوعة أمام ركاب كل عربة، تضيء اللوحة باللون الأحمر للدلالة على وصولها إلى محطات منى، واللون الأخضر للوصول إلى محطات مزدلفة، واللون الأصفر للوصول إلى محطات عرفات.
والمقاعد في أنحاء القطار موزعة بطريقة تصميمية متقابلة بنسبة 20% من عدد الركاب متاحة لمن يريد الجلوس، فيما انتشرت في سقف القطار مقابض بلاستيكية للواقفين الذي يشكلون نسبة 80% من نسبة الركاب؛ نظرًا لسرعة دخول مجوعات الركاب وخروجها بالآلاف، حسب المواصفات الأوروبية المعتبرة.
أما قمرة القيادة فكانت تتيح رؤية كاملة عبر شاشات مراقبة لخطوط النقل، فيما توزعت في المقطورات شاشة أخرى للمراقبة المركزية للقطار وتأكد وضع الخدمة للركاب.
ويتميز القطار بأنه مفتوح لجميع العربات؛ فتستطيع مشاهدة آخر عربة وأنت بجوار قمرة القيادة؛ ما يتيح مشاهدة تعرج القطار وانثناءاته وهو يسير بسرعة عالية بين الأودية والجبال.









المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق