من الخطأ التفكير ببقاء مبارك، ليس لأنه قرر عدم الترشح ثانية، بل لأن كل من يرى ويسمع الملايين الهادرة في شوارع مصر يدرك أن كل يوم يبقى فيه إنما يحفر عميقا في قبره، على ما ذهب إليه الصحافي المرموق روبرت فيسك. وسقوطه لن يكون ديكتاتورا انتهت صلاحيته، بل ديكتاتورية هوت سحيقا برموزها وعصابتها وثقافتها وكل ما تمثله من همجية وإجرام وبدائية، وهو ما تجسد في السياسة استبدادا وفي الاقتصاد فقرا.
يقع العالم العربي في قلب كوكب الأرض، والعنصر البشري فيه لا يختلف عن باقي الناس. ولذا يعالج سكانه بالأدوية نفسها التي يستخدمها أهل اليابان، ويحتضن شبابه ذات الحواسيب التي يستخدمها الأميركيون، ولذا يستحقون نظاما سياسيا حديثا لا ينتمي إلى القرون الوسطى، ومثل هذا النظام قادر على تحسين نوعية حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
في نموذج أندونيسيا، وبحسب تقارير البنك الدولي، حقق الاقتصاد الأندونيسي بعد سقوط الديكتاتور سوهارتو نموا متصاعدا إلى اليوم. وتمكن أكبر بلد إسلامي من صياغة نموذج ديمقراطي. المفارقة أن النموذج الأندونيسي لم يملك قوة الجاذبية في العالم العربي، على خلاف الثورة الإسلامية في إيران التي ألهمت العالم العربي في حينه. وقد يعود ذلك إلى قرب إيران جغرافيا من العالم العربي، وانخراط الثورة في الصراع العربي-الإسرائيلي مبكرا.
لم يتأثر العرب بثورة الشباب في أندونيسيا، ربما بفعل البعد الجغرافي، وضعف الدور الأندونيسي تاريخيا، وعدم انخراطه بالصراع العربي-الإسرائيلي. اليوم بإمكانهم أن يقرؤوا التجربة، ليدركوا أن الثورة تجلب الازدهار والتقدم، لا الفوضى والتأخر.
قبل أندونيسيا توجد نماذج كثيرة في أميركا الجنوبية، وفي أوروبا، أسهمت فيها الديمقراطية بشكل جذري في تحقيق تنمية اقتصادية استفاد المجتمع بعمومه منها. ولعل النموذج الساطع إسبانيا، التي كان اقتصادها أيام الديكتاتور فرانكو مشابها للاقتصاد المصري. وبعد التحول الديمقراطي بعد وفاة الديكتاتور وتولي الملك خوان كارلوس، غدت إسبانيا بلدا أوروبيا صناعيا مزدهرا.
لم يكن الازدهار ضربة عصا سحرية بفعل الديمقراطية، وفي إسبانيا لعب العامل الدولي دورا حاسما في دعم اقتصاد البلاد لإبعادها عن الخط السوفيتي في أيام الحرب الباردة. غير أن الديمقراطية وقيمها أسهمت بشكل حاسم في تطوير الاقتصاد وتحقيق التنمية.
ما يدعو إلى الاطمئنان أن الثورة المصرية هي ثورة شباب الطبقة الوسطى وليست ثورة المسحوقين. فأولئك الشباب المتعلم الواعد بمعزل عن خطه السياسي، يدركون أن هذا النظام يسلب كرامتهم تماما كما يسلب أموالهم. وتلك الطبقة هي القادرة على تشغيل محرك المجتمع بكفاءة. فوائل غنيم المدير في غوغل لم يخطف أنظار العالم في نجاحة المشهود في عالم الأعمال، بل في تصديه لاستبداد النظام، وهو ما مكّنه أن يدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه. وهذا الجيل على اختلاف تلاوينه الثقافية والسياسية قادر على إدارة مصر بكفاءة لا تقارن بالنظام الفاسد البائد. إن الفرق بينهما تماما كالفرق بين محرك البحث غوغل وغزوة البغال والجمال في ميدان التحرير. إن تضحيات شباب مصر قادرة على اختصار الزمن الانتقالي، ومن صبر على حكم مبارك ثلاثة عقود قادر على الصبر شهورا أو سنوات معدودة وصولا لمجتمع العدالة والرفاه والتنمية والازدهار.
يقع العالم العربي في قلب كوكب الأرض، والعنصر البشري فيه لا يختلف عن باقي الناس. ولذا يعالج سكانه بالأدوية نفسها التي يستخدمها أهل اليابان، ويحتضن شبابه ذات الحواسيب التي يستخدمها الأميركيون، ولذا يستحقون نظاما سياسيا حديثا لا ينتمي إلى القرون الوسطى، ومثل هذا النظام قادر على تحسين نوعية حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
في نموذج أندونيسيا، وبحسب تقارير البنك الدولي، حقق الاقتصاد الأندونيسي بعد سقوط الديكتاتور سوهارتو نموا متصاعدا إلى اليوم. وتمكن أكبر بلد إسلامي من صياغة نموذج ديمقراطي. المفارقة أن النموذج الأندونيسي لم يملك قوة الجاذبية في العالم العربي، على خلاف الثورة الإسلامية في إيران التي ألهمت العالم العربي في حينه. وقد يعود ذلك إلى قرب إيران جغرافيا من العالم العربي، وانخراط الثورة في الصراع العربي-الإسرائيلي مبكرا.
لم يتأثر العرب بثورة الشباب في أندونيسيا، ربما بفعل البعد الجغرافي، وضعف الدور الأندونيسي تاريخيا، وعدم انخراطه بالصراع العربي-الإسرائيلي. اليوم بإمكانهم أن يقرؤوا التجربة، ليدركوا أن الثورة تجلب الازدهار والتقدم، لا الفوضى والتأخر.
قبل أندونيسيا توجد نماذج كثيرة في أميركا الجنوبية، وفي أوروبا، أسهمت فيها الديمقراطية بشكل جذري في تحقيق تنمية اقتصادية استفاد المجتمع بعمومه منها. ولعل النموذج الساطع إسبانيا، التي كان اقتصادها أيام الديكتاتور فرانكو مشابها للاقتصاد المصري. وبعد التحول الديمقراطي بعد وفاة الديكتاتور وتولي الملك خوان كارلوس، غدت إسبانيا بلدا أوروبيا صناعيا مزدهرا.
لم يكن الازدهار ضربة عصا سحرية بفعل الديمقراطية، وفي إسبانيا لعب العامل الدولي دورا حاسما في دعم اقتصاد البلاد لإبعادها عن الخط السوفيتي في أيام الحرب الباردة. غير أن الديمقراطية وقيمها أسهمت بشكل حاسم في تطوير الاقتصاد وتحقيق التنمية.
ما يدعو إلى الاطمئنان أن الثورة المصرية هي ثورة شباب الطبقة الوسطى وليست ثورة المسحوقين. فأولئك الشباب المتعلم الواعد بمعزل عن خطه السياسي، يدركون أن هذا النظام يسلب كرامتهم تماما كما يسلب أموالهم. وتلك الطبقة هي القادرة على تشغيل محرك المجتمع بكفاءة. فوائل غنيم المدير في غوغل لم يخطف أنظار العالم في نجاحة المشهود في عالم الأعمال، بل في تصديه لاستبداد النظام، وهو ما مكّنه أن يدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه. وهذا الجيل على اختلاف تلاوينه الثقافية والسياسية قادر على إدارة مصر بكفاءة لا تقارن بالنظام الفاسد البائد. إن الفرق بينهما تماما كالفرق بين محرك البحث غوغل وغزوة البغال والجمال في ميدان التحرير. إن تضحيات شباب مصر قادرة على اختصار الزمن الانتقالي، ومن صبر على حكم مبارك ثلاثة عقود قادر على الصبر شهورا أو سنوات معدودة وصولا لمجتمع العدالة والرفاه والتنمية والازدهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق