جاكرتا، 16/اغسطس/2011
Read this report in English
الصورة: نتالى بيالى/ايرين
فتح الأبواب أمام المساجد يمكن أن يثبت أنه خطوة هامة في التأهب للكوارث في إندونيسيا
يرى خبراء إدارة الكوارث والقيادات الدينية في واحد من أكثر بلدان العالم تعرضاً للكوارث وأكبرها من حيث عدد السكان المسلمين أنه بإمكان المساجد أن تقوم بدور أكبر من مجرد كونها ملاذاً روحياً.
وفى هذا السياق، أفاد على نور محمد، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الإسلامية بإندونيسيا أن الاستفادة من المساجد لا تكمن في استغلال أبنيتها فحسب في حالات الكوارث بل تتعدى ذلك لتشمل أيضاً الاستفادة من التأثير والاحترام الذي يحظى به أئمة تلك المساجد.
وأضاف نور أنه يجب "تدريب وتحفيز الأئمة للاستفادة من مساهمتهم في تعزيز الجانب الإنسانى وروح التعاون بين الناس بهدف تقديم الدعم وتحقيق التنمية وتخفيف المعاناة...فدعوة الأئمة فعالة جدّاً وتلقى قبولاً جيداً من قبل المجتمعات المحلية".
ويشكل التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة الإغاثة الإسلامية بإندونيسيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وجمعية نهضة العلماء بإندونيسيا، وهو جمعية سنية تقليدية، أول دراسة تبحث في الدور المحتمل الذي يمكن أن يقوم به 600,000 مسجد في البلاد في حالة الكوارث.
وفي هذا الصدد وخلال الإطلاق الأول للتقرير، شبَّه كياي حاجى عبد الجميل، رئيس البحوث والتنمية بوزارة الشؤون الدينية، مساجد بلاد بمكتبة تتوفر على العديد من الكتب ولكنها تفتقر لفهرس يقدم استراتيجية منسقة.
من جهته، قال عبد الجميل: "أعتقد أن هذا التقرير يكتسي أهمية كبرى في تنشيط وتفعيل دور المساجد خاصة بعد الخسائر التي منيت بها بعض المناطق". وأشار إلى أن الباحثين ركزوا على دراسة الوضع في ستة مساجد في مقاطعتين بجاوة تعرضتا لأضرار في الآونة الأخيرة بسبب الكوارث.
وقد تمت الاستعانة بالمساجد خلال العديد من الكوارث بإندونيسيا سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، بدءاً من تسونامي عام 2004 الذي خلف وراءه 167,000 قتيل في البلاد وحتى زلزال عام 2009 الذي ترك وراءه الآلاف من المشردين في بلدة بادانج بسومطرة الغربية.
وفي هذا السياق، قال إغناسيو ليون غارسيا، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إندونيسيا، أن "المسجد يشكل عنصراً أساسياً في الحد من مخاطر الكوارث وإنقاذ الأرواح. وهذا شيء يجب أن يفتخر به المسلمون".
المبنى
الصورة: بيتر فورتنر
كان المسجد الكبير فى باندا أتشي أحد المباني القليلة التي صمدت في أعقاب كارثة تسونامي عام 2004
غالباً ما يظل المسجد المبنى الوحيد القائم الذي لم يتعرض للدمار نتيجة الرياح العاتية والفيضانات المدمرة. ويرى محمد على حميدي وزلفة ساخيا، كاتبي التقرير، أنه بينما يُرجع البعض ذلك إلى معجزة ما يعزوه البعض الآخر إلى المبالغ المالية الكبيرة والرعاية الخاصة التي توليها المجتمعات لبناء أماكن التجمعات الدينية.
ويقترح التقرير أربعة مجالات أساسية يمكن للمساجد أن تلعب فيها دوراً هاما بهدف الحد من مخاطر الكوارث. وتتمثل هذه المجالات في تخزين الإمدادات وتنسيق جهود الإغاثة وتوزيع المساعدات وتوفير أماكن العلاج والاستشفاء على المدى الطويل.
من جهته، أفاد أفيانتو مهتدى، رئيس القسم المعني بتغير المناخ وإدارة الكوارث بجمعية نهضة العلماء، أن هذا التقرير جعله يولي أهمية خاصة لعامل القدرة على الاستجابة للكوارث عند التخطيط للمباني. وأوضح ذلك بقوله: "علينا وضع تلك الاحتياجات الإضافية في الحسبان عند قيامنا بتخطيط وبناء المساجد"، مضيفاً أنه ينبغي مراعاة عدد الحمامات والمساحات المفتوحة.
التحديات
وتعتبر الاستجابة للكوارث مهمة جديدة للمسجد باعتباره مؤسسة دينية ومكاناً للعبادة يتبع قواعد سلوك صارمة. فعادة ما تكون المرافق الداخلية للمسجد والمستخدمة للصلاة فقط محظورة على غير المسلمين.
ويرى الخبراء أنه من غير المفترض أن يتم تطبيق النتائج الأولية للدراسة – التي تناولت أساساً المساجد التابعة لجمعية نهضة العلماء– على كافة المساجد في بلد تتعدد فيه الطوائف الإسلامية بما فيهاالغالبية السنية.
وعلى الرغم من ترحيب منظمات الإغاثة بنتائج التقرير، إلا أن البعض منها يتردد في إشراك أية مؤسسة دينية بصورة مباشرة في جهود الإغاثة خوفاً من التعرض للمساءلة وتفادياً للانحياز لأنشطة أية مؤسسة أخرى. لذا فإنه من الأرجح أن يقوم هؤلاء المشككون بتحويل أموال وجهود الإغاثة عبر المدارس.
بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض عمال الإغاثة أن بناء المساجد في إندونيسيا لا يزال يتم بشكل غير مقنن مما يثير أسئلة حول موضوع الشفافية، إذ تستطيع أي أسرة تملك المال أن تقوم ببناء بناية معينة وأن تعلنها مسجداً وتبدأ في جمع الأموال والحصول على دعم المجتمع.
وقد علق عبد الجميل على ذلك بقوله أن كل هذه التفاصيل والمخاوف المرتبطة بها هو بالظبط ما أدى إلى التفكير في إجراء دراسة حول دور المسجد في تخفيف آثار الكوارث. nb/ds/mw-hk/amz
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]
المصدر
Read this report in English
الصورة: نتالى بيالى/ايرين
فتح الأبواب أمام المساجد يمكن أن يثبت أنه خطوة هامة في التأهب للكوارث في إندونيسيا
يرى خبراء إدارة الكوارث والقيادات الدينية في واحد من أكثر بلدان العالم تعرضاً للكوارث وأكبرها من حيث عدد السكان المسلمين أنه بإمكان المساجد أن تقوم بدور أكبر من مجرد كونها ملاذاً روحياً.
وفى هذا السياق، أفاد على نور محمد، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الإسلامية بإندونيسيا أن الاستفادة من المساجد لا تكمن في استغلال أبنيتها فحسب في حالات الكوارث بل تتعدى ذلك لتشمل أيضاً الاستفادة من التأثير والاحترام الذي يحظى به أئمة تلك المساجد.
وأضاف نور أنه يجب "تدريب وتحفيز الأئمة للاستفادة من مساهمتهم في تعزيز الجانب الإنسانى وروح التعاون بين الناس بهدف تقديم الدعم وتحقيق التنمية وتخفيف المعاناة...فدعوة الأئمة فعالة جدّاً وتلقى قبولاً جيداً من قبل المجتمعات المحلية".
ويشكل التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة الإغاثة الإسلامية بإندونيسيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وجمعية نهضة العلماء بإندونيسيا، وهو جمعية سنية تقليدية، أول دراسة تبحث في الدور المحتمل الذي يمكن أن يقوم به 600,000 مسجد في البلاد في حالة الكوارث.
وفي هذا الصدد وخلال الإطلاق الأول للتقرير، شبَّه كياي حاجى عبد الجميل، رئيس البحوث والتنمية بوزارة الشؤون الدينية، مساجد بلاد بمكتبة تتوفر على العديد من الكتب ولكنها تفتقر لفهرس يقدم استراتيجية منسقة.
من جهته، قال عبد الجميل: "أعتقد أن هذا التقرير يكتسي أهمية كبرى في تنشيط وتفعيل دور المساجد خاصة بعد الخسائر التي منيت بها بعض المناطق". وأشار إلى أن الباحثين ركزوا على دراسة الوضع في ستة مساجد في مقاطعتين بجاوة تعرضتا لأضرار في الآونة الأخيرة بسبب الكوارث.
وقد تمت الاستعانة بالمساجد خلال العديد من الكوارث بإندونيسيا سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، بدءاً من تسونامي عام 2004 الذي خلف وراءه 167,000 قتيل في البلاد وحتى زلزال عام 2009 الذي ترك وراءه الآلاف من المشردين في بلدة بادانج بسومطرة الغربية.
وفي هذا السياق، قال إغناسيو ليون غارسيا، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إندونيسيا، أن "المسجد يشكل عنصراً أساسياً في الحد من مخاطر الكوارث وإنقاذ الأرواح. وهذا شيء يجب أن يفتخر به المسلمون".
المبنى
الصورة: بيتر فورتنر
كان المسجد الكبير فى باندا أتشي أحد المباني القليلة التي صمدت في أعقاب كارثة تسونامي عام 2004
غالباً ما يظل المسجد المبنى الوحيد القائم الذي لم يتعرض للدمار نتيجة الرياح العاتية والفيضانات المدمرة. ويرى محمد على حميدي وزلفة ساخيا، كاتبي التقرير، أنه بينما يُرجع البعض ذلك إلى معجزة ما يعزوه البعض الآخر إلى المبالغ المالية الكبيرة والرعاية الخاصة التي توليها المجتمعات لبناء أماكن التجمعات الدينية.
ويقترح التقرير أربعة مجالات أساسية يمكن للمساجد أن تلعب فيها دوراً هاما بهدف الحد من مخاطر الكوارث. وتتمثل هذه المجالات في تخزين الإمدادات وتنسيق جهود الإغاثة وتوزيع المساعدات وتوفير أماكن العلاج والاستشفاء على المدى الطويل.
من جهته، أفاد أفيانتو مهتدى، رئيس القسم المعني بتغير المناخ وإدارة الكوارث بجمعية نهضة العلماء، أن هذا التقرير جعله يولي أهمية خاصة لعامل القدرة على الاستجابة للكوارث عند التخطيط للمباني. وأوضح ذلك بقوله: "علينا وضع تلك الاحتياجات الإضافية في الحسبان عند قيامنا بتخطيط وبناء المساجد"، مضيفاً أنه ينبغي مراعاة عدد الحمامات والمساحات المفتوحة.
التحديات
وتعتبر الاستجابة للكوارث مهمة جديدة للمسجد باعتباره مؤسسة دينية ومكاناً للعبادة يتبع قواعد سلوك صارمة. فعادة ما تكون المرافق الداخلية للمسجد والمستخدمة للصلاة فقط محظورة على غير المسلمين.
ويرى الخبراء أنه من غير المفترض أن يتم تطبيق النتائج الأولية للدراسة – التي تناولت أساساً المساجد التابعة لجمعية نهضة العلماء– على كافة المساجد في بلد تتعدد فيه الطوائف الإسلامية بما فيهاالغالبية السنية.
وعلى الرغم من ترحيب منظمات الإغاثة بنتائج التقرير، إلا أن البعض منها يتردد في إشراك أية مؤسسة دينية بصورة مباشرة في جهود الإغاثة خوفاً من التعرض للمساءلة وتفادياً للانحياز لأنشطة أية مؤسسة أخرى. لذا فإنه من الأرجح أن يقوم هؤلاء المشككون بتحويل أموال وجهود الإغاثة عبر المدارس.
بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض عمال الإغاثة أن بناء المساجد في إندونيسيا لا يزال يتم بشكل غير مقنن مما يثير أسئلة حول موضوع الشفافية، إذ تستطيع أي أسرة تملك المال أن تقوم ببناء بناية معينة وأن تعلنها مسجداً وتبدأ في جمع الأموال والحصول على دعم المجتمع.
وقد علق عبد الجميل على ذلك بقوله أن كل هذه التفاصيل والمخاوف المرتبطة بها هو بالظبط ما أدى إلى التفكير في إجراء دراسة حول دور المسجد في تخفيف آثار الكوارث. nb/ds/mw-hk/amz
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق