- سياسة قطر المتوازنة تقوم على بسط الأمن والسلام بالمنطقة
- مساعٍ قطرية إيرانية لتوسيع دائرة العلاقات والروابط المشتركة
- تحرير القدس والأقصى مسؤولية تاريخية في أعناق المسلمين
- يجب أن تدار شؤون المنطقة من مسؤوليها وليس من الخارج
- لا جدوى من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
- ضرورة تضافر جهود العالم الإسلامي لمساعدة باكستان في محنتها
الدوحة - سميح الكايد :
يصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الدوحة بعد غد الأحد في زيارة رسمية قصيرة يلتقي خلالها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث من المقرّر بحث العلاقات القائمة بين البلدين وسبل تطويرها فضلا عن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد سعادة السفير عبدالله سهرابي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدولة أن هذه الزيارة تندرج ضمن أطر التعاون القطريى الإيراني وأواصر العلاقات الودية والمتميزة بين البلدين، منوها كذلك بقوة ومتانة العلاقات التي تربط بين سمو أمير البلاد المفدى والرئيس نجاد. وأشار خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة أمس، إلى أن لهذه الزيارة مقدمات مهمة منها زيارات حضرة صاحب السمو الأربع لإيران وزيارات الرئيس نجاد السابقة لدولة قطر، وزيارة سمو ولي العهد العام الماضي إلى إيران، وكذلك زيارة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وهي زيارات متبادلة من الجانبين هدفت الى توسعة وتنمية العلاقات القطرية الايرانية ومن أجل استمرارية هذا النهج خططت الدبلوماسية الايرانية من أجل توثيق العلاقات والتي توجت خلال زيارة سمو ولي العهد لطهران ببحث التعاون الاقتصادي وتوسيع العلاقات ومعالجة المواقع البيروقراطية التي تحول دون توسيع هذه العلاقات.
وقال السفير الإيراني: إن ما يضفي مزيداً من الأهمية على زيارة الرئيس نجاد للدوحة هو طبيعة تركيبة الوفد المرافق له حيث سيرافقه عدد من المسؤولين الكبار منهم الدكتورة مرضية دستجراي وزيرة الصحة والدكتورة سلطان خواة أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني إضافة الى السيد رحيم مشائي الذي عينه الرئيس لشؤون الشرق الأوسط .. معرباً عن أمله في أن تحقق الزيارة أهدافها ونتائجها المرجوة وبما يساعد على تحقيق الأمن والسلام الإقليمي.
وأكد أن الزيارة تهدف إلى العمل على توسيع دائرة العلاقات المتنامية بين البلدين حيث ستتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية المصيرية بين الدول الإسلامية اضافة الى مواضيع مهمة، بينها القضية الفلسطينية وقضايا إقليمية ودولية أخرى، إلا أن القضية الفلسطينية ستحتل مكانة مهمة في هذه المحادثات وكذلك الأمر بالنسبة للشأن الباكستاني في ظل كارثة الفيضانات التى ضربت باكستان مؤخراً.
وأكد السفير الإيراني أهمية دور قطر الفاعل على الساحة الدولية وقدرتها المتميزة على دعم ومساندة القضايا العربية والإسلامية .. قائلا: إن قطر دولة صديقة ولها دور مهم وفعال في دعم ومساندة القضايا المهمة مثل القضية الفلسطينية انطلاقاً من كونها كذلك عضواً بارزاً في جامعة الدول العربية ولها علاقات عالمية متوازنة ، الأمر الذي أكسبها الثقة والمصداقية إضافة الى ذلك كله هناك تأثير مهم لمواقفها الإنسانية ، إذ أنها من أبرز الدول دعماً ومساندة لمختلف القضايا الإنسانية على كل الصعد الرسمية والشعبية، وهو موقف تحذوه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي هذا الصدد دعا العالم الإسلامي كي يهب بشكل فعلي ويخطو خطوات مماثلة لمساندة ومساعدة الفلسطينيين من أجل استرداد حقوقهم المغتصبة .. مؤكدا أن القدس والأقصى أولى القبلتين بحاجة ماسة الآن لمساعدة وعون المسلمين في العالم أجمع فهذه مسؤولية تاريخية. وقال: نحن في إيران موقفنا موحد من القضية الفلسطينية والقدس ونؤمن بوجوب تحرير فلسطين والأقصى والقدس ليس بالكلمة بل بالعمل الحقيقي والفعال ، كما نؤمن بأن الأمور الفلسطينية يجب أن تدار من قبل الفلسطينيين أنفسهم في الداخل والخارج ، إذ يجب عليهم إدارة بلدهم ونحن نشدد على هذه المسألة المهمة ويبقى السؤال المطروح لماذا لا يعطى الفلسطينيون حق تقرير مصيرهم وأعمالهم وبلدهم بيدهم .
وأشار إلى الدور المهم والمؤثر الذي تلعبه دولة قطر في الشأن السوداني ومع كل من أرتيريا وجيبوتي وكذلك الدعم المتميز لباكستان لمواجهة محنتها وموقفها المهم من أجل حل المشاكل بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وقال: إن سياسة قطر تقوم على بسط السلام والأمن بالمنطقة .. معرباً عن الأمل في أن تتكلل جهودها بالنجاح ويستفيد الجميع منها في العمل على حل المشاكل العالمية والإسلامية.
ورأى السفير الإيراني أن قضايا المنطقة يجب أن تدار من مسؤوليها وليس من الخارج .. مرحباً بأي مساعٍ من قبل الدول العربية لتحقيق هذه الغاية. وقال : نحن في إيران نرحب بمثل هذه الخطوات.
من ناحية أخرى أشاد السفير سهرابي بوسائل الإعلام القطرية التي وصفها بأنها تتميز في نقل الأحداث والوقائع والحقائق بشفافية وعقلانية، الأمر الذي جعلها تلعب دوراً مؤثراً في الحديث عن القدس والواقع الفلسطيني. وتحدث عن عن الحرص الإيراني على هذه القضية المقدسة ، وعن استعداد بلاده في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليوم القدس حيث ستكون هناك فعاليات إيرانية متنوعة بهذه المناسبة التي قال إنها يجب أن تكون عزيزة ومؤثرة على قلب كل مسلم وانسان في العالم. وتمنى بهذه المناسبة على المسلمين في العالم الوقوف الى جانب القدس والأقصى والحفاظ عليهما من عملية التهويد ومحاولة طمس الهوية .. مؤكداً أن هذه المسؤولية يتحملها المسلمون كافة.
وأكد في هذا الصدد أن إيران ستشهد فعاليات عدة ابتداء من الجمعة وعلى مدار الأسبوع الأخير من رمضان بمناسبة يوم القدس كتعبير حقيقي لرغبة إيران في تحرير القدس.
وقال السفير الإيراني : موضوع القضية الفلسطينية أصبح جرحاً دامياً في قلب كل مسلم نتيجة لأطماع الكيان الصهيوني .. تلك الاطماع التي أدت الى تشريد العديد من الشعب الفلسطيني في أنحاء العالم المختلفة .. ومن هذا المنطلق جاءت توصية الامام الخميني باعتبار الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً للقدس.
واستعرض واقع الاحتلال الصهيوني لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967 حيث تم خلق مأساة تهجير جديدة للفلسطينيين حول العالم بعد الاستيلاء بالقوة والوحشية على أراضيهم وبيوتهم التي حمل الفلسطينيون المهجرون مفاتيحها معهم على أمل العودة إليها يوماً ما .. إلا أنه أعرب عن أسفه لأنه كلما مضى يوم على هذا الواقع المأساوي ازدادت الأطماع الصهيونية واستفحلت المؤامرات التي تحاك في هذا الاطار وخاصة ما نشهده في غزة التي أصبح موضوع حصارها وخنق شعبها قضية بشرية عالمية ، ولكن الاحتلال ممعن في هذه السياسة الوحشية وحتى في تعامله مع سفن الإغاثة والمعونات الدولية التي تأتي الى المحاصرين في غزة يتعامل معها الاحتلال بوحشية تامة بعيدا عن أي قيم انسانية.
وشدّد السفير الإيراني على ثبات الموقف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية .. قائلا : التذكار الذي تركه الإمام الخميني ستتجسّد معالمه في جميع الأراضي الإيرانية خلال الأيام المقبلة من جمعة القدس حيث ستشهد إيران 511 مظاهرة احتجاج وتضامن مع الشعب الفلسطيني .. لافتاً هنا إلى نقطة مهمة قال على العالم أن يدركها ويكشف ماهية أبعادها الكاذبة ، وهي تلك المتمثلة بالادعاءات الاسرائيلية من أن اليهود اشتروا من الفلسطينيين منازلهم على نحو قانوني والحقيقة هي عكس ذلك هذه المنازل والبيوت الفلسطينية تم انتزاعها من أصحابها بقوة السلاح ووحشية الاحتلال الصهيوني هذا الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة التهديد والترويع والقتل وهدم المنازل وتجريف التربة والشجر والحجر فهو احتلال قائم على الظلم والبطش والاحتيال والتأمر على مقدرات الأمة .. واقع تجسد في أحداث شهدناها على مدار 60 عاماً على الاحتلال حبلى بالإرهاب والبطش والإجحاف الصهيوني.
وانتقد السفير الإيراني مسار المفاوضات مع اسرائيل قائلاً : إن كل أوجه المفاوضات المباشرة وغير المباشرة كما يسمونها بدءا من كامب ديفيد وأوسلو واسبانيا وأمريكا فشلت حتى الآن في تحقيق ربع خطوة على طريق الأمن والسلام والسبب أن الإسرائيليين ليسوا دعاة سلام ويلعبون على عامل الوقت ، كما أن هذه المفاوضات الفاشلة لم تحقق اي تقدم باتجاه عودة الحق الفلسطيني فهي مفاوضات غير ناجحة ورغم ما يسمى بالتكتيك الأمريكي إلا أننا نرى أن الأمور في هذا الاتجاه التفاوضي غير ناجح فالأمريكان لديهم مشاكل كثيرة وهم غير آبهين بتحقيق أي تقدم بالمفاوضات فهناك مشكلة الانتخابات القادمة التي تستحوذ على همهم وتفكيرهم وليس المفاوضات التي تشكل مضيعة للوقت لأن اهتمامهم الآخر الآن منصب على التكتيك المتعلق كذلك بالانسحاب من العراق ، وأما هذا الواقع السيئ نرى أن أمام العالم أجمع احساس بوجوب المقاومة «مقاومة الاحتلال» لكبح جماح الأطماع الصهيونية.
وفي معرض تعليقه على واقع الاحتلال الصهيوني لفلسطين استذكر السفير الإيراني مواقف اليهود منذ فجر التاريخ الكوني مع الأنبياء والرسل كيف عذبوهم وقتلوهم وحتى مواقفهم مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وممارساتهم بالمدينة .. متسائلا: كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يقيموا سلاماً حقيقياً وهم ضد السلام وهل يمكن لهؤلاء الذين طرح زعمائهم شعار اسرائيل من الفرات الى النيل أن يدخلوا في سلام حقيقي بالطبع لا يمكن فهم يعتبرون أن دولتهم لاحدود لها لأن أطماعهم لا حدود لها.
وتمنى على الدول الاسلامية والعربية والمساندة للقضية عالميا خاصة تركيا وعلى الفلسطينيين أن يدركوا هذه المسألة الخطيرة واتخاذ موقف حازم تجاهها لأن الوقت كما أشار في صالحهم.
في سياق آخر أشار إلى أن برامج إيران تقوم على توسعة العلاقات مع العالم الإسلامي والعربي وتعميق هذه الروابط على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ونحن نرحب بالزيارات الهادفة إلى تحقيق هذه الغايات.
وأكد مجدّداً أن تتولى دول المنطقة حل مشاكلها بذاتها بمنأى عن أي تدخلات خارجية فهناك مليار وخمسمائة مليون مسلم يمتلكون 65% من الطاقة بين دول العالم و54% من الغاز في العالم وهذه الدول الإسلامية قادرة عبر إمكاناتها على إدارة شؤونها لنفسها ويجب أن يكون للدول الإسلامية حضور مؤثر وفعال في مجلس الأمن الدولي وهذا مطلب إيراني برز في قمة طهران الإسلامية الأخيرة.
وعن كارثة الفيضانات التي اجتاحت باكستان مؤخرا قال السفير سهرابي : هذه الكارثة كانت لها تداعيات كبيرة يتوجب في ضوئها على الدول الإسلامية وكل مسلم أن يمد يد المساعدة لباكستان، إذ أن هناك أكثر من 20 مليون تضرّروا ونحن في إيران شكلنا لجان إغاثة وجمعيات أهلية وجمعيات الهلال الأحمر من أجل مد جسر من المساعدات لإخواننا في باكستان ورغم ذلك نرى أن هذا غير كاف ، إذ يجب أن تتضافر جهود المسلمين لإيصال المساعدات العاجلة لإخوانهم في باكستان ونحن مليار وخمسمائة مليون لو دفع كل واحد فينا 20 سنتا لأدينا واجبنا من المساعدات لإخواننا المسلمين في باكستان إذ يجب علينا كشعوب أن لا نترك أمر هذه المساعدات على الحكومات فقط إذ يتوجب على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته التاريخية أمام هذه الكارثة ولو بدعم عائلة باكستانية .. ونحن في إيران تذهب مساعدات يومياً عبر جسر جوي حيث كان هناك بالأمس 400 طن من المساعدات كما أن الرئيس نجاد سيقوم بزيارة لباكستان بعد قطر.
وأضاف: إن وزير داخلية بلاده قام بزيارة إلى باكستان لدراسة أوجه رفع مستوى المساعدات وفي هذا الإطار لا يحدونا إلا أن نثمّن عالياً جهود حكومة قطر التي قدمت مساعدات سخية وشكلت فرقاً خاصة من الجيش والقوات الخاصة وقوات الخويا وأسست مستشفيات ميدانية من أجل إنقاذ ضحايا الفيضانات في باكستان.
وقال : في ضوء هذه الكارثة التي تعرّضت لها باكستان ووفقاً للدراسات الدولية نرى أن باكستان بحاجة إلى 40 طائرة عمودية لتقديم مساعدات لإنقاذ الباكستانيين من الفيضانات. وأضاف : نحن قمنا بتشكيل لجنة خاصة لجمع المساعدات وإيصالها إلى باكستان كما فتحنا حساباً خاصاً لهذه المساعدات وخصّص الموظفون راتب يوم وبعضهم خمسة أيام لهذه المساعدات.
وقال : في ضوء هذه الكارثة التي تعرّضت لها باكستان ووفقاً للدراسات الدولية نرى أن باكستان بحاجة إلى 40 طائرة عمودية لتقديم مساعدات لإنقاذ الباكستانيين من الفيضانات. وأضاف : نحن قمنا بتشكيل لجنة خاصة لجمع المساعدات وإيصالها إلى باكستان كما فتحنا حساباً خاصاً لهذه المساعدات وخصّص الموظفون راتب يوم وبعضهم خمسة أيام لهذه المساعدات.
وفي ختام المؤتمر الصحفي توجّه سعادة السفير الإيراني بالشكر والتقدير إلى دولة قطر على جهودها المتميزة الإنسانية على مختلف المستويات.. منوّهاً كذلك بمساعداتها لهايتي عندما ضربها الزلزال. وقال : نحن ساعدنا هذه الدولة في الوقت الذي استغلت فيه الولايات المتحدة كارثة هايتي لإحداث انقلاب عسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق