| |
رمز وحدة المسلمين |
لا ينكر أحد ان الشعوب الإسلامية في عصرنا الحاضر متفرقة ومتنازعة فيما بينها، فهذا واقع ملموس لا يحتاج الى برهان. ولكن هذا يُعد مرحلة في تاريخ المسلمين شأنهم في ذلك شأن بقية الشعوب والأمم الأخرى. ولا يعني ذلك انهم سيظلون كذلك الى الأبد. وكما استطاعت الشعوب الأوروبية ان تتغلب على عوامل الفرقة والتنازع فيما بينها، والتي أدت الى حربين عالميتين شهدهما القرن العشرون، فإن الشعوب الإسلامية ستستطيع في مستقبل الأيام ان تتغلب أيضا على عوامل الفرقة فيما بينها، والبحث عن صيغة ملائمة للتعاون المثمر من أجل مصلحة المجتمعات الإسلامية كلها.
وهناك محاولات مستمرة في هذا الصدد وان كانت بطيئة وذات تأثير محدود ومتواضع مثل منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم كل الدول الإسلامية، إلا أنه يمكن تطوير العمل في هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإسلامية الأخرى للوصول بها الى مرحلة متقدمة من التعاون الأوثق. وللأمة الإسلامية في تعاليم الإسلام في الوحدة والتعاون والتآلف والتكافل أعظم سند يضمن لها نجاح هذه المحاولات في مستقبل الأيام.
فالإسلام في مصادره الأصلية يدعو الى الوحدة والتضامن ويحذر من الفرقة والتنازع (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، ويدعو الى الشعور بآلام الآخرين والمشاركة في تخفيفها، ويجعل الأمة كلها مثل الجسد الواحد، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى». ويعتبر الإسلام رابطة العقيدة بمنزلة رابطة الأخوة (إنما المؤمنون إخوة). وحينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، فأصبحوا إخوة متحابين متضامنين في البأساء والضراء. وآيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اكثر من أن تحصى.
أسباب الفرقة
وهناك اسباب خارجية كثيرة أدت إلى الانقسام والفرقة بين المسلمين في العصر الحديث. وترجع هذه الأسباب في قدر كبير منها إلى الفترة التي هيمن فيها الاستعمار على بلاد العالم الإسلامي. وعندما رحل ترك مشكلات عديدة كان هو سببا فيها مثل مشكلات الحدود، وكانت القاعدة التي على اساسها خطط لسياساته هي مبدأ: «فرّ.ق تسد». ومن هنا عمل على احياء العصبيات العرقية بين شعوب البلاد المستعمرة. وقام بنهب خيرات هذه البلاد، وأدى ذلك إلى افقارها وتخلفها الحضاري الذي لا تزال آثاره باقية حتى اليوم.
الحنين للوحدة
الشعوب الإسلامية لا تزال تحن إلى وحدة جهودها، وتضامنها فيما بينها، وتجميع قواها في سبيل الخير لهذه الشعوب جميعها. ولا يزال المسلم في أي بلد إسلامي يشعر بآلام المسلمين في مناطق العالم المختلفة بوصفه جزءا من الامة الاسلامية. وهذا من شأنه ان يعمل على توفير اساس راسخ لمحاولات اعادة التضامن والوحدة بين اقطار العالم الإسلامي، بمعنى توحيد الجهود والتكامل فيما بينها في ميادين الثقافة والاقتصاد والسياسة والأمن، وتبادل الخبرات والمنافع، وكل ما يعود على المسلمين بالخير، مما يجعلهم أقدر على القيام بدور فعال في ترسيخ قواعد السلام والأمن في العالم كله.
وهناك محاولات مستمرة في هذا الصدد وان كانت بطيئة وذات تأثير محدود ومتواضع مثل منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم كل الدول الإسلامية، إلا أنه يمكن تطوير العمل في هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإسلامية الأخرى للوصول بها الى مرحلة متقدمة من التعاون الأوثق. وللأمة الإسلامية في تعاليم الإسلام في الوحدة والتعاون والتآلف والتكافل أعظم سند يضمن لها نجاح هذه المحاولات في مستقبل الأيام.
فالإسلام في مصادره الأصلية يدعو الى الوحدة والتضامن ويحذر من الفرقة والتنازع (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، ويدعو الى الشعور بآلام الآخرين والمشاركة في تخفيفها، ويجعل الأمة كلها مثل الجسد الواحد، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى». ويعتبر الإسلام رابطة العقيدة بمنزلة رابطة الأخوة (إنما المؤمنون إخوة). وحينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، فأصبحوا إخوة متحابين متضامنين في البأساء والضراء. وآيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اكثر من أن تحصى.
أسباب الفرقة
وهناك اسباب خارجية كثيرة أدت إلى الانقسام والفرقة بين المسلمين في العصر الحديث. وترجع هذه الأسباب في قدر كبير منها إلى الفترة التي هيمن فيها الاستعمار على بلاد العالم الإسلامي. وعندما رحل ترك مشكلات عديدة كان هو سببا فيها مثل مشكلات الحدود، وكانت القاعدة التي على اساسها خطط لسياساته هي مبدأ: «فرّ.ق تسد». ومن هنا عمل على احياء العصبيات العرقية بين شعوب البلاد المستعمرة. وقام بنهب خيرات هذه البلاد، وأدى ذلك إلى افقارها وتخلفها الحضاري الذي لا تزال آثاره باقية حتى اليوم.
الحنين للوحدة
الشعوب الإسلامية لا تزال تحن إلى وحدة جهودها، وتضامنها فيما بينها، وتجميع قواها في سبيل الخير لهذه الشعوب جميعها. ولا يزال المسلم في أي بلد إسلامي يشعر بآلام المسلمين في مناطق العالم المختلفة بوصفه جزءا من الامة الاسلامية. وهذا من شأنه ان يعمل على توفير اساس راسخ لمحاولات اعادة التضامن والوحدة بين اقطار العالم الإسلامي، بمعنى توحيد الجهود والتكامل فيما بينها في ميادين الثقافة والاقتصاد والسياسة والأمن، وتبادل الخبرات والمنافع، وكل ما يعود على المسلمين بالخير، مما يجعلهم أقدر على القيام بدور فعال في ترسيخ قواعد السلام والأمن في العالم كله.
للتواصل
q8aswad@hotmail.com
المصدر:
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=635295&date=09092010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق