الثلاثاء, 16 نوفمبر 2010
المشاعر المقدسة - أنور محمد وسيف السويلم وحسن السهيمي
أدى أكثر من 2.5 مليون حاج أمس صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة بمشعر عرفات، وأمّ المصلين المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي أكّد في خطبة عرفة أمس، أن الأمة تتطلع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحل قضاياها، مشدداً على أهمية الوسطية والاعتدال في الدين.
وتمكنت السلطات السعودية من توفير حركة انسيابية داخل المشاعر المقدسة، خلال تصعيد الحجيج إلى عرفات ومن ثم النفرة إلى مزدلفة والتفويج من مزدلفة إلى مشعر منى ليبدأوا الحج الأكبر بنحر الأضاحي وتبادل التهاني بالعيد.
وأعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات للوقوف به، وقال في تصريح الى «وكالة الأنباء السعودية» ان: «وقوف ضيوف الرحمن على صعيد عرفات اكتمل ولله الحمد ظهر اليوم، وأن جميع الحجاج ينعمون بالراحة والطمأنينة والاستقرار وسط أجواء مفعمة بالأمن والإيمان تحفهم عناية رب العزة والجلال، وتحيط بهم الرعاية الشاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في شتى المجالات، ويؤدون شعائرهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات».
وأشار إلى أن ما تحقق من نجاح في خطة التصعيد لحجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة إلى منى ومن ثم إلى عرفات كان ثمرة للجهود الكثيفة للقائمين على خدمة وفود الرحمن، وحرصهم على تنفيذ الخطة وفق ما هو مرسوم لها، وتعاونهم وتكاتفهم والتنسيق في ما بينهم لأداء هذه الخدمة بروح الفريق الواحد، استشعاراً منهم لعظم المسؤولية وقال: «ان الجميع في هذا البلد مجند لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية حتى مغادرتهم إلى بلدانهم بعد أدائهم فريضة الحج».
ولفت إلى أن التقارير الواردة تفيد بعدم وقوع أي حوادث تذكر ولله الحمد، سواء مرورية أو أمنية، كما أن الحال الصحية للحجاج ممتازة.
وكان نحو 300 إعلامي ومثقف من مختلف أنحاء العالم وأكثر من 30 وسيلة إعلامية شاركوا أمس في النقل المباشر صوتاً وصورة لسير مناسك الحج هذا العام، ويمثل الإعلاميون القنوات التلفزيونية الفضائية ووكالات الأنباء العالمية التي تسابقت في التغطية الإعلامية لتصعيد الحجيج.
من جانبه، طمأن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الجميع باستقرار الوضع الصحي لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفات «لم يتم حتى قبل مغرب اليوم (أمس) تسجيل أي حال وبائية أو أمراض محجرية»، مبيناً أن الوزارة جهّزت هذا العام 27 مستشفى بسعة سريرية تصل إلى 3700 سرير، منها 371 سريراً خصصت للعناية المركزة، يدعمها 137 مركزاً صحياً لخدمة الحجاج يعمل بها 19346 طبيباً وممرضاً وفنياً وإدارياً، إلى جانب قوى زائرة من خارج المملكة تضم 293 استشارياً وممرضة يعملون في مجال العناية المركزة وطب الطوارئ.
وتتولى طائرات الدفاع المدني نقل صور حية لحركة الحجاج في المشاعر إلى مراكز عمليات الدفاع المدني بالحج، من خلال كاميرات عالية الدقة مثبتة على متن الطائرات، إضافة إلى أجهزة لتسجيل وتوثيق هذه الصور وتقنيات للاتصال مع قيادات مراكز الدفاع المدني بمنطقة المشاعر للإبلاغ عن أي حوادث طارئة وتوجيه الوحدات الميدانية لأفضل طرق الوصول إلى مواقع حدوثها.
وكانت غرفة العمليات المركزية بالعاصمة المقدسة التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي تلقت أمس 1148 بلاغاً، بزيادة 347 بلاغاً عن العام الماضي.
وطالب آل الشيخ الشعب العراقي بالإنصات إلى نداء الحق والهدى، الذي أطلقه خادم الحرمين ودعاهم فيه إلى التآلف، وقال: «أيها الشعب العراقي المسلم، لقد انطلق صوت الحق والهدى يدعوكم إلى التآلف والاجتماع من قلب رحيم شفيق عليكم، حريص على مصالحكم، يؤلمه ما يشاهده من سفك الدماء والتدمير والخراب، يدعوكم إلى التوحد والالتفاف، يدعوكم إلى جمع كلمة حق، يدعوكم إلى أن تكونوا متمكنين في مواقعكم، حريصين على مصالحكم، فاستجيبوا لهذا النداء المبارك الذي ندعو الله أن يكون في ميزان خادم الحرمين الشريفين».
وأكد الشيخ عبدالعزيز أن الأمة تتطلع اليوم إلى خادم الحرمين الشريفين لحل هذه القضايا المعضلة في الصومال الممزق والسودان وأفغانستان، وغيرها من دول العالم، كما طالب الشعب السوداني بالحرص على بلادهم.
وشدد المفتي العام في خطبته على الوسطية في الإسلام، وأشار إلى أن الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال، مبيناً أن لهذه الوسطية معالمها ومظاهرها التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة، مبيناً أن من معالم الوسطية أنها وسط في التحليل والتحريم، وبين من غلوا في التحريم مطلقاً حتى حرموا على أنفسهم ما أحل الله لهم وبين من غلوا في الإباحة المطلقة، إذ جاءت الشريعة وسطية عدل أباحت الطيبات وحرمت الخبائث وكل أمر ضار، وحددت علاقة الرجل بربه وبنفسه وبالمجتمع عموماً.
مفتي المملكة: الأمة تتطلع إلى خادم الحرمين لحل قضاياهاحجاج يقدّرون أهمية دور الملك عبدالله في خدمة «الحرمين»
«المشاعر المقدسة»: مطالب باستقطاب داعيات يفتين «حواء»
« الدفاع المدني» : 1300 عنصر أمني للتدخل السريع... وتوزيع «مستقلي القطار» أثناء الرمي
حلم «رحلة القطار» تحول إلى «كابوس» ... بعد «تعذر» الوصول إلى عرفة
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق