الجمعة, 12 نوفمبر 2010
اتفق المشاركون في أعمال «ندوة الحج الكبرى» في أوراقهم التي قدموها في الجلسة التاسعة منها صباح أول من أمس (الأربعاء) على ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بتوعية الحجاج، والبحث عن النقاط الحائلة دون التمكن منها، بغية وضع الأطر الكفيلة بعلاجها وحل معضلاتها.
وقدم الأستاذ في كلية الآداب في جامعة عبدالمالك السعدي في تطوان بالمغرب الدكتور عبدالرحمن بودرع ورقة عمل بعنوان «التوعية في الحج...عوائقها العامة وسبل حلها» عرّف فيها التوعية بأنها تقديم الجهة المعنية بأمور الحج والتوعية إرشادات عامة للحجاج في جميع مراحل تحركهم، أما العوائق، فهي الموانع التي تحول دون تحقيق المقصود من التوعية والتعالي في الحج، وأنها تختلف باختلاف مصادرها وأسبابها التي ترافق الحجاج في بلدانهم، أو تحدث نتيجة اتصالهم واختلاطهم بغيرهم.
وأبان أنه مما لا شك فيه أن ظروف استقبال الحجاج من كل بقاع الدنيا مناسبة مهيأة جداً لرعايتهم وتتبع خطواتهم في حلهم وترحالهم، وتأدية مناسكهم بهدف الوصول إلى تحقيق المعاني الكبرى للحج، التي منها تحقيق التجمع العالمي للمسلمين الذي لا يتحقق إلا بفريضة الحج، حتى ينتظم شملهم وتتوحد كلمتهم، ومنها ربط المسلمين ببدء تاريخ الأمة الإسلامية وبمهبط الوحي ومنابع الدين الحنيف، ومنها تحقق مبدأ المساواة لقول الله تعالى «سواء العاكف فيه والباد»، إضافة إلى تحقيق التعارف والتعاون وتوثيق عرى التشاور.
واستطرد الدكتور بودرع: «غير أن وعي الحجاج بحقيقة الحج ورؤيته الصحيحة وأهدافه الكبرى لم يُنمّ النمو المطلوب مع ارتفاع أعداد الحجاج كل سنة ولم تحقق المقاصد الشرعية العليا في النفوس التحقيق المطلوب، لذلك، فإن واقع الأمة الإسلامية اليوم في حاجة ماسة إلى إعادة تشكيل الوعي بتلك المقاصد العليا، كما استحضروا الغايات من العبادات والقربات وازدادوا عزيمة وهمة نحو التقارب وجمع الكلمة والتعاون والتضامن، مضيفاً أن طريق التوعية للحجاج محفوف بمصاعب كثيرة وعوائق جمة لم تمنع من إتمام مهمة التوعية ووضع خطط محكمة لرسم منهج سليم للتوعية، يضمن مرافقة الحاج في رحلة الحج المباركة أينما حل وارتحل.
وبعد استعراض مصادر المشكلات المعوقة للتوعية، أفاد أنه يجدر وضع تصورات لحلولها لتصحيح الوعي وتجديد العلم بالأحكام حتى يصبح الحاج مقتنعاً بضرورة الرجوع إلى مرجعية سليمة يطمئن إليها لصحة أداء المناسك، مشيراً إلى أن هذه التصورات تقوم على خطة شاملة تستخدم فيها كل الوسائل الإعلامية والتعليمية والإرشادية المتاحة ويعتمد فيها على أهمية المعلومات والآليات التي تعين على تحقيق المراد من التوعية السليمة والتدبير الأمثل لطرق أداء المناسك، منها أهمية المعلومات في سبيل توعية أفضل، إذ تعد المعلومة في عصر المعلومات من أهم الآليات التي يمكن الاعتماد عليها لنشر الوعي وإشاعة الثقافة وتنوير الرأي العام، لا فتاً إلى أن من الحلول المقترحة أيضاً الاهتمام بآلية إدارة الأزمات أو تدبيرها في الحج، والتعامل معها على نحو يقلل من أضرارها.
من جانبه، قدم الدكتور محمد مختار ولد امباله من الجمهورية الإسلامية الموريتانية ورقة أوضح فيها أن التوعية في الحج تعليم وتوجيه وإعداد من أجل أن يكون الحاج قادراً على أداء فريضته بتمام ويسر، كما هي أعداد لمجموعات بشرية جاءت من أصقاع مختلفة لتتعايش باطمئنان في هذا الزمان والمكان المحدودين يسودها جو من الهيبة والخشوع يمنعها من الوقوع في أي نوع من المخالفات.
وأبان أن هذه الأعداد تتطلب جهوداً جماعية كبيرة لا بد من مساهمة الجميع فيها، لا سيما الدول والجمعيات الإسلامية المهتمة بخدمة المجتمع.
وأكد أنه على الدول أن تعي جيداً أنها ترسل كل سنة جموعاً كثيرة لأداء هذه الفريضة العظيمة، الغالبية الساحقة منهم لا تعرف عن الفريضة شيئاً من ناحية الأحكام أو التطبيق أو التنظيم، لذا فمن واجب الدول تحمل مسؤوليتها المدنية في تهيئة هؤلاء لأداء فريضتهم على وجه يضمن صحتها وسلامتها من الناحية الشرعية ويضمن حسن أدائها من الناحية التنظيمية.
وشدد المختار، أنه كي تكون الجهود ناجحة لا بد من تناول مجالات عدة(لشرعي والإيماني والأخلاقي والمدني والصحي)، مشيراً إلى أن الدول أصبحت تشعر بضرورة توعية الحجاج وتأهليهم وإن كانت تتفاوت في القدرة والإبداع، إلا أن ما تضطلع به السعودية في هذا الشأن أمر عظيم جداً، إذ ما تقوم به يشمل التعليم والتوجيه والنصح والإرشاد في ما يتعلق بشؤون الحرمين والمشاعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق