الاثنين، 10 يناير 2011

تشريعات إندونيسية لحماية الخادمات

خادمات إندونيسيات في صالات الانتظار بمطار جاكرتا الدولي (الجزيرة نت-أرشيف
 
محمود العدم-جاكرتا 
                   
أثار عدد من حوادث الاعتداء على الخادمات الإندونيسيات بالخارج الآونة الأخيرة حفيظة السلطات بجاكرتا مما دفعها للبحث في سن قوانين جديدة لحماية رعاياها المغتربين.

وتشير بيانات وزارة العمل الإندونيسية إلى أنه يتم إرسال نحو 250 ألف خادمة سنويا إلى المنطقة العربية وحدها خصوصا السعودية ودول الخليج، ثم لبنان والأردن وغيرهما من الدول العربية.

ويبلغ عدد المستخدمين من إندونيسيا بالسعودية وحدها نحو مليونين، وفقا لرئيس لجنة العمالة الإندونيسية يونس محمد يماني, وهو العدد ذاته في ماليزيا المجاورة.

وقدرت الوزارة نسبة الحالات التي ينتج عنها مشاكل لأحد الطرفين -الخادمة أو المستخدم- بنحو 4% من هذا العدد سنويا, ويرجع ما نسبته 65% من هذه الحالات إلى عدم دفع المستحقات المالية للخادمة.

وتشكل حالات هروب الخادمات لأسباب مختلفة ما نسبته 10% من الحالات, والنسبة الباقية تتوزع ما بين تعرض الخادمة للضرب أو الإساءة أو التحرش والاعتداءات الجنسية, ورفض الخادمات لعمل لدى المخدوم.

 يماني كشف عن حالات كثيرة تعرضت فيها خادمات للضرب والتعذيب (الجزيرة نت)
نماذج الاعتداءات

وكشفت جمعيات حقوقية إندونيسية عن نماذج للاعتداءات التي تتعرض لها الخادمات, تبدأ من زيادة أعباء وساعات العمل إلى أن تصل حد استغلالهن جنسيا سواء من قبل المستخدم مباشرة أو عبر وقوعهن بأيدي عصابات الاتجار بالبشر.

كما كشف يونس يماني، للجزيرة نت، عن الكثير من الحالات التي تعرضت فيها الخادمات للضرب والتعذيب والحرمان من النوم والراحة, وعدم دفع مستحقاتهن المالية ومصادرة وثائقهن الرسمية, مما يؤدي في النهاية إلى هروبهن أو تعريض حياتهن للخطر, مشيرا إلى محاولات انتحار أقدمت عليها بعض الخادمات.

بدوره أشار مستشار شؤون الثقافة والإعلام بالسفارة الإندونيسية بكوالالمبور إلى وجود مئات الحالات التي تضطر فيها الخادمات للهرب واللجوء لسفارات بلادهن من أجل توفير الحماية لهن.

وقال ويدياركا ريانانتا بمقابلة مع الجزيرة نت "يوجد عندنا الآن بالسفارة أكثر من مائة خادمة نوفر لهن الحماية والمبيت والمصروف بعد فرارهن من مستخدميهن".

وأوضح أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإساءة للعمال الإندونيسيين وخصوصا الخادمات هي طبيعة النظرة التي ينظر بها المستخدم إلى الخادمة حيث في كثير من الأحيان "لا ينظر لها كإنسانة لها حقوق".
 
وأضاف ريانانتا أن هناك اعتقادا بأن الإندونيسيين خلقوا لما أسماه "المهام الصعبة والخطرة والقذرة".

ريانانتا: مئات الخادمات لجأن للسفارات الإندونيسية طلبا للحماية (الجزيرة نت)
وسائل حماية

وقد شرعت الحكومة في سن قوانين تضمن الحماية للخادمات بالخارج من بينها وقف إرسال الخادمات إلى الدول التي سجلت عددا من حالات الإساءة للخادمات ومنها ماليزيا والكويت والأردن.

كم تم التوقيع على اتفاقات مع بعض الدول تضمن التسريع في محاكمة من يثبت تعرضه بالأذى والإساءة للخادمات.
 
وتضمن هذه الاتفاقات حقوق الخادمات أيام الإجازة والعطلات وفترات الراحة, والاحتفاظ بوثائقهن الثبوتية بدل تسليمها للمستخدم, وتسجيلهن لدى سفارات بلادهن بالدول التي يعملن بها, إضافة إلى ضمان الحصول على رواتبهن وكافة مستحقاتهن المالية.

كما تدخلت السلطات الإندونيسية على مستوى الحكومة والرئيس سيسيلو يديونو لمتابعة قضايا تعرضت فيها الخادمات للتعذيب والقتل, كان آخرهما دعوة يديونو للسلطات السعودية للتحقيق في حالتي قتل وتعذيب تعرضت لهما خادمتان بالمدينة المنورة وأبها, استدعت على إثرهما الخارجية الإندونيسية السفير السعودي في جاكرتا للاحتجاج والدعوة للتحقيق بقضيتهما.المصدر
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق