بدأت أمس محاكمة الإسلامي عمر باتيك أمام محكمة جاكرتا، بتهمة إعداد متفجرات استعملت في اعتداءات بالي (2002)، التي سقط فيها أكبر عدد من القتلى في تاريخ إندونيسيا.
وعلت ابتسامة عريضة وجه باتيك الذي رفع إشارة انتصار لدى دخوله إلى محكمة غرب جاكرتا في هذه القضية، التي تعتبر آخر محاكمة كبيرة للقياديين الإسلاميين الإندونيسيين بعد إعدام واعتقال الكثير منهم خلال السنوات الأخيرة.
وأعلن المدعي ويدودو سوبريادي في قاعة المحكمة التي اكتظت بالصحافيين أن «المتهم عمر باتيك ارتكب مؤامرة شيطانية بهدف الحصول وتوزيع وحيازة أسلحة نارية وذخيرة ومتفجرات وغيرها من العتاد الخطير لأهداف إرهابية».
ووصل عمر باتيك الملتحي، ويعتمر قبعة الصلاة، إلى المحكمة في آلية مدرعة تدل على الإجراءات الأمنية الكبيرة التي اتخذت بمناسبة المحاكمة التي يتوقع أن تدوم أكثر من أربعة أشهر. ولم يحصل أي تجمع لأنصار أو مظاهرة خلافا للمحاكمات السابقة, باستثناء عبارة «الله أكبر»، التي علت بين الحضور مع نهاية الجلسة الأولى القصيرة التي اقتصرت صباح الاثنين على تلاوة مذكرة الاتهام.
ومع انتهاء الجلسة، وقف باتيك مبتسما واتجه نحو القضاة الذين سيحاكمونه، وصافحهم متبادلا معهم بعض الكلمات. وعمر باتيك (45 عاما) هو أحد آخر قادة الجماعة الإسلامية الذين يمثلون أمام القضاء الإندونيسي. وتعتبر هذه الحركة الذراع المسلحة لتنظيم القاعدة في جنوب شرقي آسيا والمسؤولة على اعتداءات نفذت في إندونيسيا.واعتقل باتيك، الذي كان مطلوبا من شرطة عدة بلدان مطلع 2011، في أبوت آباد بباكستان, حيث قتل الجيش الأميركي أسامة بن لادن بعد أربعة أشهر. وقامت باكستان بتسليمه إلى إندونيسيا في أغسطس (آب).
وقد اعترف عمر باتيك الذي يتوقع أن يصدر بحقه حكم الإعدام بأنه ساعد في صنع متفجرات انفجرت في ملهى ليلي في منتجع كوتا، في جزيرة بالي الإندونيسية، في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2002.
وأسفر الاعتداء عن سقوط 202 قتيل بينهم 88 أستراليا وأربعة فرنسيين، وتبين على أثره أن إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي في عدد السكان كان حتى حينئذ يعتبر معتدلا, يضم شبكة إسلامية متطرفة.
وعمر باتيك ملاحق أيضا بتهمة صنع قنابل بشكل هدايا عيد الميلاد، انفجرت في كنائس في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2000، وأسفرت عن سقوط 19 قتيلا، والمشاركة في تشكيل خلية «القاعدة» في إندونيسيا.
لكنه لم يلعب دورا أساسيا مثل قادة الجماعة الإسلامية الذين اعتقلوا أو أعدموا مؤخرا، بمن فيهم مدبر اعتداءات بالي. ولم تشهد إندونيسيا، التي تؤكد أنها فككت الجماعة الإسلامية, اعتداءات كبيرة منذ تلك التي خلفت تسعة قتلى في فندقين فخمين في جاكرتا في يوليو (تموز) 2009.
وأكد محامي باتيك، أصل الدين حتجاني، بعد الجلسة، قائلا: «طلبوا منه إعداد قنابل، لكنه ليس مدبر اعتداءات بالي». لكن الادعاء الذي استدعى 86 شاهدا, يأمل في معرفة المزيد خلال المحاكمة حول الشبكة التي أقامتها الجماعة الإسلامية، وخصوصا طبيعة العلاقات التي كانت تربط عمر باتيك وبن لادن. واعتبر نور الهدى إسماعيل، الخبير في معهد السلام الدولي، أنه «ليس صدفة» أن يعتقل باتيك في مدينة باكستانية كان يختبئ فيها زعيم «القاعدة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق