سلمان السلمي (مكة المكرمة)
تكتظ أحياء مكة المكرمة هذه الأيام، بالآلاف من الحجاج القادمين من كافة أنحاء المعمورة لأداء مناسك الحج، «عكاظ» رصدت يوميات ضيوف الرحمن في العاصمة المقدسة، كيف يمضون وقتهم.. العادات والتقاليد التي يحرصون عليها خلال تواجدهم في المشاعر المقدسة.. أوائل الحجاج الواصلين وآخر من يغادر.. أماكن سكنهم وأسلوب حياتهم.
لكل جنسية حي
ويعتبر حجاج دول جنوب آسيا من أوائل الحجاج الذين يصلون مكة المكرمة، وآخر من يغادرها، يليهم في الترتيب الأتراك، حجاج أفريقيا والإيرانيون فيما يعتبر الحجاج الخليجيون والسعوديون أول الحجاج المغادرين ثم يليهم الحجاج العرب الآخرون.
ففي الوقت الذي يحرص فيه حجاج إندونيسيا السكن في حي كدي والمسفلة لقربها من المسجد الحرام، نجد أن الخليجيين يحرصون على سكن حي العزيزية وبطحاء قريش، بينما يتركز سكن حجاج الدول العربية بشارع الستين، الزاهر، النزهة والمواقع القريبة، فيما يسكن الحجاج الإيرانيون والأتراك على الأبراج الحديثة في حي اللشة، الروضة، المعابدة والعزيزية.
ويحرص الحجاج الإندونيسيون، على أداء الصلاة جماعة في المسجد الحرام ويخرجون من سكنهم قبل الصلاة بساعة وتجدهم يسيرون على الأرصفة وصولا للمسجد الحرام ومن ثم العودة وهم يحملون أعلاما يرفعها أحدهم ويكون في المقدمة، بينما يسيرون في جماعات منظمة، كما يداومون على زيارة بعض الأماكن الأثرية مثل غار ثور وجبل النور والتقاط الصور التذكارية وخاصة بعد انتهاء موسم الحج، وهم كذلك الحجاج الوحيدون الذين يذبحون هديهم في شهر ذي القعدة ومن ثم التصدق بها ولا يأكلون منها شيئا وهذه الذبائح تعود لأقرباء لهم يوصون بالذبح عنهم في مكة المكرمة.
يسيرون على أقدامهم
ويسكن حجاج الدول الأفريقية غير العربية في شارع الستين، المنصور والمسفلة لأسباب أبرزها وجود جالية أفريقية كبيرة في هذه الأحياء حيث يسهل توفر الأطعمة التي يرغبون فيها، ولا يستقلون السيارات في تنقلاتهم، بل يسيرون على أقدامهم لمسافة قد تصل إلى ثمانية كيلومترات يوميا خلال تنقلاتهم من وإلى المسجد الحرام، ولا يزورون الأماكن الأثرية، كما تجدهم يسوقون سلعا جلبوها معهم من بلدانهم في الشوارع المحيطة بسكنهم والتي تتحول إلى أسواق متحركة في موسم الحج.
ويبحث الحجاج الإيرانيون عن الأبراج الحديثة للسكن بها في العزيزية والروضة والششة، كما يحرصون على استئجار سيارات لنقل أطعمتهم من المطابخ إلى مقرات السكن، عكس الإندونيسيين الذين يكتفون في بعض الأحيان بأكل الفواكه والوجبات الخفيفة والقليل من الأرز.
ويرتاد الإيرانيون الأسواق بشكل مستمر، وخاصة محال بيع الأقمشة والإلكترونيات، ويحرصون على شراء كاميرات التصوير والجوالات والسجاد، كما لا تنقطع زياراتهم لمحال الذهب والمجوهرات، إضافة إلى زيارة الأماكن الأثرية وخاصة مقابر المعلاة والمولد النبوي وتوجههم للمسجد الحرام والصلاة فيه.
ويختار الحجاج الأتراك المساكن الحديثة مثلهم مثل الحجاج الإيرانيين وخاصة الأبراج العالية، وخاصة في حي العزيزية، الششة، المعابدة والزاهر، والحجاج الأتراك يحرصون على الصلاة في المسجد الحرام بشكل منتظم ويحبون السير سيرا على الأقدام مهما بعدت المسافة، كما أنهم يتجهون إلى جبل ثور وغار حراء لزيارتها.
ويرغب حجاج الأردن في السكن شمال مكة المكرمة، وخاصة أحياء الزاهر والأحياء القريبة منها مثل النزهة، فيما يرتكز وجود حجاج الهند وباكستان وأفغانستان في المسفلة والطندباوي والتيسير، وكذلك في العزيزية الجنوبية وما جاورها من الأحياء، وهؤلاء يحرصون على أداء الصلوات في المسجد الحرام بشكل منتظم مهما بعد سكنهم، وأيضا تسلق الجبال في مكة المكرمة وخاصة جبل النور وجبل غار ثور وهم قليلو التسوق ويحرصون على طبخ أطعمتهم في مساكنهم.
أما الأبراج الحديثة المحيطة بالمسجد الحرام فإنها مخصصة لسكن فئة الأثرياء من الحجاج وخاصة من دولة بروناي وبعض الدول العربية والخليجية وبعض الدول الأوروبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق