في موسم الحج تتجلى -للأسف- العديد من الممارسات الخاطئة التي يمارسها الحجاج وأهمها عدم احترام الأنظمة رغم أن هذه الشعيرة يفترض أن تزرع في المسلمين قيم الانضباط واحترام الأنظمة التي يخضع لها الجميع بالسواسية.
ومن المفارقات الصارخة التي تؤكد عدم احترام الكثير من المسلمين للأنظمة وبخاصة حجاج الداخل هذه الأعداد الكبيرة التي تقوم بالحج دون تصريح وتسبب أهم المشاكل التي لا يزال يعاني منها موسم الحج.
وحتى اليوم السادس من ذي الحجة هذا العام بلغ عدد المغادرين من مداخل المدينة المنورة ومداخل مكة المكرمة 42500 مخالف من مواطنين ومقيمين، ولا شك أن الأعداد تزايدت في الأيام اللاحقة، كما أن هناك أعدادا كبيرة "نجحت" في الحج دون تصريح وفقا لمشاهدات عدد من الحجاج، دون أن يتم التأكد من أن حجاج حملات الداخل يحملون تصاريح حج في مخيماتهم.
بل انه وفقا لما أعلنه قائد قوات الجوازات في الحج فقد ضبطت فرق البحث في الجوازات مكتبا في جدة يدار من قبل 3 نساء سعوديات وذلك لإصدار تصاريح الحج المزورة، حيث قبض عليهن وبحوزتهن أكثر من 3500 تصريح مزور، كما تم ضبط ختم مزور منسوب لجوازات منطقة مكة المكرمة مع شخص من الجنسية البرماوية وذلك لتصديق التصاريح المزورة!.
فكيف يقوم شخص بشراء ترخيص مزور أو مخالفة النظام العام من أجل الحج.. إلا إذا كان "جاهلاً" بحرمة مثل هذه الأفعال ما يؤكد أهمية تكرار نشر فتوى تحريم الحج دون تصريح وتأكيد المشايخ لهذا التحريم بوضوح ودون تردد!، مع قيام الجهات المسئولة عن الحج بحملة توعوية لنشر الفتوى والتعريف بالسلبيات التي تحدث نتيجة للحج دون تصريح مع اتخاذ إجراءات صارمة حول ذلك بدلا من الأساليب المتبعة حاليا.
وأكتب ذلك بعد اتصال من أحد الأصدقاء الذي قال لي ((انك تشيد بتنظيم الحج لأنك لم تشاهد الفوضى عند نقاط التفتيش على التراخيص حيث دخلت أعداد كبيرة في الأيام الأخيرة مسببة الكثير من الزحام والافتراش الذي تزايد هذا العام)) في تعليق منه على مقالي قبل أسبوعين الذي أشدت فيه بالتطور الكبير الذي حدث في تنظيم موسم الحج هذا العام ومن أبرز ملامحه تشغيل قطار المشاعر وإنشاء الكباري للحد من الزحام عند رمي الجمرات الذي كان سببا للحوادث المميتة سابقا ومنع الافتراش وغير ذلك من أمور تنظيمية متميزة يشكر عليها المشرفون على إدارة موسم الحج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق