حملة أمريكية أوروبية آسيوية لمنع حرق المصحف
محتجون إندونيسيون يحملون لافتات تطالب بوقف مخطط لحرق القرآن تعتزم كنيسة امريكية القيام به وذلك خلال تظاهرة في جاكرتا أمس
واشنطن، القاهرة، بيروت ،بروكسل، الفاتيكان، هانوفر (ألمانيا): أحمد عبدالهادي، فكرية أحمد، الوكالات 2010-09-09 12:11 AM
تصاعدت ردود الأفعال المستنكرة لاعتزام مجموعة أمريكية حرق نسخ من القرآن، حيث حذرت أصوات رسمية وشعبية عديدة في أمريكا وأوروبا وآسيا من مغبة المضي قدما في هذا التوجه. كما حذر مسؤولون دينيون وسياسيون في الشرق الأوسط من تأثيرات ذلك على العلاقات مع واشنطن. وقال العالم الأزهري الشيخ عبد المعطي البيومي "إذا عجزت الحكومة الأمريكية عن وقف هذا فسيكون حرق المصحف أحدث صيحة في الإرهاب الديني، ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي". أما في الأردن، فقد اعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي النية لإحراق مصاحف "إعلان حرب على الشعوب الإسلامية". كما أعلن المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان في بيان أن مشروع إحراق المصحف سيشكل "إهانة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه".
أعلن القس الأمريكي تيري جونز تمسكه بحرق القرآن في مناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 من سبتمبر 2001 السبت المقبل في بناية مركز "دوف أوت ريتش ورلد سنتر" في جينزفيل بولاية فلوريدا على الرغم من إدانات كبار المسؤولين الأمريكيين من الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون حتى الجنرال ديفيد بترايوس وفي مواجهة معارضة واسعة النطاق من قادة كافة الأديان السماوية والطوائف والمذاهب الدينية في الولايات المتحدة على وجه العموم بما في ذلك الكنيسة الإيفانجليكية المتشددة التي يقول جونز إنه ينتمي إليها.
وفيما توجهت قوات أمن احتياطية إلى المدينة التي يسكنها نحو 125 ألف شخص فإن جونز قال إنه تلقى نحو 100 تهديد بالقتل وإنه اضطر الآن لحمل مسدس حول خصره لحماية نفسه من القتل.
وأضاف أنه لا يريد استفزاز المسلمين ولكنه يريد منهم ترك دينهم فحسب.
وأضاف أنه يشارك الجنرال بترايوس قلقه ولكنه يتساءل إلى متى سيظل هو ومن "يعرفون الحقيقة" يتنازلون أمام التهديد. وقال إن مجلس مدينة جينزفيل رفض إعطاءه تصريحا بإشعال حريق في فناء مركز دوف ولكن محاميه أبلغه أنه لا يحتاج إلى مثل ذلك التصريح.
وفي المقابل أعلن عمدة المدينة كريج لو، اعتبار 11 سبتمبر يوما لتآخي الأديان السماوية وتضامنها.
ولا يمكن اعتبار ما سيحدث في جينزفيل أمرا مفاجئا إذ إنه علامة على مناخ عام يسود الولايات المتحدة الآن ويحفل بأمراض اجتماعية كثيرة أبرزها العنصرية لاسيما ضد المسلمين على الرغم من أن كافة استطلاعات الرأي العام توضح أن النسبة الساحقة من الأمريكيين يؤمنون بعمق بحق الناس في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة وبضرورة ابتعاد الدولة عن التدخل في ذلك ومنع الآخرين من حرمان أي طائفة من ممارسة شعائرها ولا يقرون القس جونز فيما ينوي القيام به.
وتبدت تلك الحملة العنصرية في موجة المعارضة المفتعلة التي قامت بها تيارات معينة ضد إقامة مركز إسلامي في موقع قريب من مكان انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك على إثر هجوم 11 سبتمبر كما تبدت في مسيرة "لدي حلما" التي قام بها جلين بيك أحد غلاة اليمينيين في الولايات المتحدة أمام النصب التذكاري للرئيس أبراهام لينكولن في واشنطن قبل أيام تحت عنوان "استعادة الشرف" وذلك متشبها بالزعيم الأسود الراحل مارتن لوثر كينج الذي قاد حركة الحقوق المدنية نحو النصر حتى اغتياله في الستينيات على يد تيري جونز آخر. فقد ضمت مسيرة بيك كل العنصريين المعادين للإسلام ممن يسمون أنفسهم الآن حزب الشاي تيمنا بمعركة بوسطن الشهيرة التي ألقى فيها الأمريكيون بالشاي المستورد عن طريق إنجلترا – وكانت آنذاك الدولة التي تحتل أمريكا – في مياه خليج بوسطن معلنين التمرد ضد المحتل.
غير أن جونز وبيك لا يزالان أقلية على الرغم من صعود الظاهرة على إيقاع الأزمة الاقتصادية والسياسية الأمريكية أقلية في الشارع الأمريكي بل وفي جينزفيل ذاتها خاصة بعد فوز رئيس أسود بالمكتب البيضاوي عام 2008 . فالكنيسة الأساسية في المدينة الصغيرة قررت أن تنظم احتفالا في الوقت ذاته تدعو إليه قادة الجاليات المسلمة واليهودية والبوذية في الولاية إلى جانب القيادات المسيحية الأكبر حجما من جونز بكثير. وكانت فكرة هذا الاحتفال المضاد هي رفض مخطط جونز ودعوته والتأكيد على تآخي البشر بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعقدية.
بل إن الأصوليين المسيحيين الذين يقول جونز إنه ينتمي إليهم رفضوا دعوته بصورة واضحة. فقد أصدرت الجمعية الوطنية للإيفانجليكيين وهي أكبر منظمة في الولايات المتحدة لتلك الكنيسة المتشددة بيانا قالت فيه إن على أعضاء تلك الكنيسة إقامة علاقات مبنية على الثقة والاحترام مع الجيران من أتباع المعتقدات الأخرى.
ووصف الفاتيكان عزم القس جونز،حرق نسخ من القرآن "بالإيماءة الشائنة والخطيرة" ضد المسلمين وكتابهم المقدس. وأعرب المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان عن "قلقه الكبير إزاء أنباء اقتراح يوم حرق القرآن بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 من سبتمبر عام 2001، التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، وسببت دمارا ماديا كبيرا".
وأضاف بيان الفاتيكان أنه بينما كانت هجمات 2001 " أعمال عنف تبعث على الأسى" ، إلا أنه "لا يمكن التصدي لها بإيماءة شائنة وخطيرة ضد كتاب يعتبر مقدسا لدى جماعة دينية".
وأشار البيان إلى أن "لكل دين، وكتبه المقدسة المحترمة وأماكن عبادته ورموزه، الحق في الاحترام والحماية".
وأضاف أن ذكرى هجمات 2001 تقدم فرصة "للمشاعر العميقة والتضامن مع أولئك الذين صعقتهم تلك الهجمات الإرهابية المروعة".
وحذر العالم الأزهري البارز الشيخ عبدالمعطي البيومي عضو مجمع بحوث الأزهر من أنه في حال نفذت الكنيسة خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي.
وقال الشيخ بيومي، الذي وصفه الرئيس أوباما في ندائه للمصالحة مع العالم الإسلامي بأنه "منارة للعلم"، إنه "لو عجزت الحكومة الأمريكية عن وقف هذا سوف يكون (حرق المصحف) أحدث صيحة في الإرهاب الديني ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي".
وأضاف أن ذلك "سيفتح المجال أمام الإرهاب. هل هم يحاربون الإرهاب أم يشجعونه؟"، مؤكدا أن "السكوت تحت شعار الحرية زائف، حرية (التعبير) لا تمس الحرية الدينية للأشخاص".
وبدوره وصف العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان خطة الكنيسة البروتستانية الصغيرة بـ "العمل الهمجي". وأكد أن ذلك العمل "سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة".
وحذر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من تداعيات إحراق مئات المصاحف الشريفة إحياء لذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وقال موسى في تصريحات له بالقاهرة "هناك أغلبية متصاعدة في الولايات المتحدة ضد موقف هذا (القس) المتطرف". وأضاف "نريد أن نرى التفاعل الأمريكي المثقف ضد هذا الأسلوب التخريبي لهذا المتطرف".
واستهجن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان خطة حرق نسخ من القرآن الكريم . واعتبر سليمان، في بيان رئاسي، أن" ذلك مناف بصورة صارخة لتعاليم الديانات السماوية السمحة ويتناقض كليا مع منطق حوار الحضارات والأديان والثقافات خصوصا أن الأمم المتحدة شهدت مؤتمرا لهذا الحوار الذي يدعو إلى نبذ الحقد والتعصب والإرهاب".
ودعا الرئيس اللبناني إلى "التبصر مليا في التعاليم المسيحية والمفاهيم الإنسانية التي تشدد على محبة الآخر واحترامه".
وانتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان ستيفان دي ميستورا، بشدة خطط كنيسة أمريكية لحرق القرآن. وقال ميتسورا "أعرب باسم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الممثل في أفغانستان بالكامل عن قلقنا وغضبنا الشديد" مؤكدا أنه لا يجب الخلط بين حرية التعبير وتعمد إهانة ديانة وعقيدة ملايين الناس.
وقوبلت خطط حرق القرآن في ولاية فلوريدا، بانتقادات شديدة من قبل مسؤولين مسيحيين ويهود في ألمانيا.
ووصفت الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا خطة حرق القرآن بأنها "استفزاز لا يمكن تحمله" وأكدت أنها تنأى بنفسها عن هذا التصرف المستفز.
وقال القس مارتين شنايدهوته في هانوفر إن حرق القرآن لا يتفق مع قيم المسيحية ولا يساهم بأي طريقة في حل المشكلات وخلق الثقة مشيرا إلى أن القيام بمثل هذا العمل في وقت يتزامن مع احتفالات المسلمين
في العالم بعيد الفطر لن يساعد في حدوث التفاهم بل سيعطي بيئة خصبة للمتطرفين.
من جهته أعرب المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا عن صدمته من خطط حرق القرآن في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة المجلس تشارلوته كنوبلوخ في ميونيخ:"هذا التصور مفزع ويمثل خرقا واضحا" وذكرت في الوقت نفسه بعملية حرق الكتب التي نفذها النازي عام 1933 .
واستشهدت كنوبلوخ بمقولة للشاعر الألماني هاينريش هاينة يقول فيها:"أينما تحرق الكتب، يحرق البشر في النهاية أيضا".
وشددت كنوبلوخ على أهمية عدم السماح بسيطرة سياسة الكراهية وجعلها تنجح في النهاية معربة عن أملها أن تكون الغلبة في النهاية للعقل ولروح الحرية.
وفيما توجهت قوات أمن احتياطية إلى المدينة التي يسكنها نحو 125 ألف شخص فإن جونز قال إنه تلقى نحو 100 تهديد بالقتل وإنه اضطر الآن لحمل مسدس حول خصره لحماية نفسه من القتل.
وأضاف أنه لا يريد استفزاز المسلمين ولكنه يريد منهم ترك دينهم فحسب.
وأضاف أنه يشارك الجنرال بترايوس قلقه ولكنه يتساءل إلى متى سيظل هو ومن "يعرفون الحقيقة" يتنازلون أمام التهديد. وقال إن مجلس مدينة جينزفيل رفض إعطاءه تصريحا بإشعال حريق في فناء مركز دوف ولكن محاميه أبلغه أنه لا يحتاج إلى مثل ذلك التصريح.
وفي المقابل أعلن عمدة المدينة كريج لو، اعتبار 11 سبتمبر يوما لتآخي الأديان السماوية وتضامنها.
ولا يمكن اعتبار ما سيحدث في جينزفيل أمرا مفاجئا إذ إنه علامة على مناخ عام يسود الولايات المتحدة الآن ويحفل بأمراض اجتماعية كثيرة أبرزها العنصرية لاسيما ضد المسلمين على الرغم من أن كافة استطلاعات الرأي العام توضح أن النسبة الساحقة من الأمريكيين يؤمنون بعمق بحق الناس في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة وبضرورة ابتعاد الدولة عن التدخل في ذلك ومنع الآخرين من حرمان أي طائفة من ممارسة شعائرها ولا يقرون القس جونز فيما ينوي القيام به.
وتبدت تلك الحملة العنصرية في موجة المعارضة المفتعلة التي قامت بها تيارات معينة ضد إقامة مركز إسلامي في موقع قريب من مكان انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك على إثر هجوم 11 سبتمبر كما تبدت في مسيرة "لدي حلما" التي قام بها جلين بيك أحد غلاة اليمينيين في الولايات المتحدة أمام النصب التذكاري للرئيس أبراهام لينكولن في واشنطن قبل أيام تحت عنوان "استعادة الشرف" وذلك متشبها بالزعيم الأسود الراحل مارتن لوثر كينج الذي قاد حركة الحقوق المدنية نحو النصر حتى اغتياله في الستينيات على يد تيري جونز آخر. فقد ضمت مسيرة بيك كل العنصريين المعادين للإسلام ممن يسمون أنفسهم الآن حزب الشاي تيمنا بمعركة بوسطن الشهيرة التي ألقى فيها الأمريكيون بالشاي المستورد عن طريق إنجلترا – وكانت آنذاك الدولة التي تحتل أمريكا – في مياه خليج بوسطن معلنين التمرد ضد المحتل.
غير أن جونز وبيك لا يزالان أقلية على الرغم من صعود الظاهرة على إيقاع الأزمة الاقتصادية والسياسية الأمريكية أقلية في الشارع الأمريكي بل وفي جينزفيل ذاتها خاصة بعد فوز رئيس أسود بالمكتب البيضاوي عام 2008 . فالكنيسة الأساسية في المدينة الصغيرة قررت أن تنظم احتفالا في الوقت ذاته تدعو إليه قادة الجاليات المسلمة واليهودية والبوذية في الولاية إلى جانب القيادات المسيحية الأكبر حجما من جونز بكثير. وكانت فكرة هذا الاحتفال المضاد هي رفض مخطط جونز ودعوته والتأكيد على تآخي البشر بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعقدية.
بل إن الأصوليين المسيحيين الذين يقول جونز إنه ينتمي إليهم رفضوا دعوته بصورة واضحة. فقد أصدرت الجمعية الوطنية للإيفانجليكيين وهي أكبر منظمة في الولايات المتحدة لتلك الكنيسة المتشددة بيانا قالت فيه إن على أعضاء تلك الكنيسة إقامة علاقات مبنية على الثقة والاحترام مع الجيران من أتباع المعتقدات الأخرى.
ووصف الفاتيكان عزم القس جونز،حرق نسخ من القرآن "بالإيماءة الشائنة والخطيرة" ضد المسلمين وكتابهم المقدس. وأعرب المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان عن "قلقه الكبير إزاء أنباء اقتراح يوم حرق القرآن بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 من سبتمبر عام 2001، التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، وسببت دمارا ماديا كبيرا".
وأضاف بيان الفاتيكان أنه بينما كانت هجمات 2001 " أعمال عنف تبعث على الأسى" ، إلا أنه "لا يمكن التصدي لها بإيماءة شائنة وخطيرة ضد كتاب يعتبر مقدسا لدى جماعة دينية".
وأشار البيان إلى أن "لكل دين، وكتبه المقدسة المحترمة وأماكن عبادته ورموزه، الحق في الاحترام والحماية".
وأضاف أن ذكرى هجمات 2001 تقدم فرصة "للمشاعر العميقة والتضامن مع أولئك الذين صعقتهم تلك الهجمات الإرهابية المروعة".
وحذر العالم الأزهري البارز الشيخ عبدالمعطي البيومي عضو مجمع بحوث الأزهر من أنه في حال نفذت الكنيسة خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي.
وقال الشيخ بيومي، الذي وصفه الرئيس أوباما في ندائه للمصالحة مع العالم الإسلامي بأنه "منارة للعلم"، إنه "لو عجزت الحكومة الأمريكية عن وقف هذا سوف يكون (حرق المصحف) أحدث صيحة في الإرهاب الديني ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي".
وأضاف أن ذلك "سيفتح المجال أمام الإرهاب. هل هم يحاربون الإرهاب أم يشجعونه؟"، مؤكدا أن "السكوت تحت شعار الحرية زائف، حرية (التعبير) لا تمس الحرية الدينية للأشخاص".
وبدوره وصف العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان خطة الكنيسة البروتستانية الصغيرة بـ "العمل الهمجي". وأكد أن ذلك العمل "سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة".
وحذر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من تداعيات إحراق مئات المصاحف الشريفة إحياء لذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وقال موسى في تصريحات له بالقاهرة "هناك أغلبية متصاعدة في الولايات المتحدة ضد موقف هذا (القس) المتطرف". وأضاف "نريد أن نرى التفاعل الأمريكي المثقف ضد هذا الأسلوب التخريبي لهذا المتطرف".
واستهجن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان خطة حرق نسخ من القرآن الكريم . واعتبر سليمان، في بيان رئاسي، أن" ذلك مناف بصورة صارخة لتعاليم الديانات السماوية السمحة ويتناقض كليا مع منطق حوار الحضارات والأديان والثقافات خصوصا أن الأمم المتحدة شهدت مؤتمرا لهذا الحوار الذي يدعو إلى نبذ الحقد والتعصب والإرهاب".
ودعا الرئيس اللبناني إلى "التبصر مليا في التعاليم المسيحية والمفاهيم الإنسانية التي تشدد على محبة الآخر واحترامه".
وانتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان ستيفان دي ميستورا، بشدة خطط كنيسة أمريكية لحرق القرآن. وقال ميتسورا "أعرب باسم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الممثل في أفغانستان بالكامل عن قلقنا وغضبنا الشديد" مؤكدا أنه لا يجب الخلط بين حرية التعبير وتعمد إهانة ديانة وعقيدة ملايين الناس.
وقوبلت خطط حرق القرآن في ولاية فلوريدا، بانتقادات شديدة من قبل مسؤولين مسيحيين ويهود في ألمانيا.
ووصفت الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا خطة حرق القرآن بأنها "استفزاز لا يمكن تحمله" وأكدت أنها تنأى بنفسها عن هذا التصرف المستفز.
وقال القس مارتين شنايدهوته في هانوفر إن حرق القرآن لا يتفق مع قيم المسيحية ولا يساهم بأي طريقة في حل المشكلات وخلق الثقة مشيرا إلى أن القيام بمثل هذا العمل في وقت يتزامن مع احتفالات المسلمين
في العالم بعيد الفطر لن يساعد في حدوث التفاهم بل سيعطي بيئة خصبة للمتطرفين.
من جهته أعرب المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا عن صدمته من خطط حرق القرآن في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة المجلس تشارلوته كنوبلوخ في ميونيخ:"هذا التصور مفزع ويمثل خرقا واضحا" وذكرت في الوقت نفسه بعملية حرق الكتب التي نفذها النازي عام 1933 .
واستشهدت كنوبلوخ بمقولة للشاعر الألماني هاينريش هاينة يقول فيها:"أينما تحرق الكتب، يحرق البشر في النهاية أيضا".
وشددت كنوبلوخ على أهمية عدم السماح بسيطرة سياسة الكراهية وجعلها تنجح في النهاية معربة عن أملها أن تكون الغلبة في النهاية للعقل ولروح الحرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق