تحدث عن "عقبات جسيمة" في عملية السلام
أوباما: الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام
الخميس 11 نوفمبر 2010
| |||||||
تردد صدى خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في مصر العام الماضي حول "اليد الممدودة" الى العالم العربي، في اندونيسيا أكبر الدول الاسلامية سكانا في العالم. اذ أكد اوباما امس أن بلاده ليست في حرب مع الإسلام ولم تكن يوما كذلك، ولكنها في حرب ضد "المتطرفين الذين يجب الا نسمح لهم بتشويه صورة الإسلام"، مشيرا إلى أن بلاده أحرزت تقدما في سبيل تحسين العلاقة بالعالم الإسلامي ولكن هناك حاجة لمزيد من الجهد. وعن عملية السلام، قال اوباما انه لا تزال هناك "عقبات جسيمة"، مشددا على ان بلاده "لن تدخر اي جهد في العمل من اجل التوصل الى نتيجة تكون عادلة وتتفق مع مصلحة جميع الاطراف المعنيين وتشمل قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن". وجاء تصريح اوباما في خطاب القاه امس أمام طلاب جامعة اندونيسيا قبل انتقاله الى سيول للمشاركة في قمة مجموعة العشرين. وتحدث أوباما بحب عن البلاد التي أمضى فيها أربع سنوات من طفولته في جاكرتا بعدما تزوجت امه من رجل أندونيسي. وقال "اندونيسيا جزء مني". وبدا الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي استكمالا للكلمة المهمة التي ألقاها في العاصمة المصرية القاهرة في حزيران (يونيو) عام 2009 للتواصل مع العالم الاسلامي والتي اعلن فيها "بداية جديدة" في العلاقات الاميركية مع المسلمين بعد التوترات التي سادتها عقب هجمات 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 وما أعقبها من رد فعل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وقال أوباما "يجب إلحاق الهزيمة بالقاعدة وأنصارها، ونحن لسنا ضد دين عظيم مثل الإسلام"، مشيرا إلى أن تقدما قد أحرز لإزالة سوء الفهم وعدم الثقة بين واشنطن والعالم الإسلامي، لكنه أقر بأن جهوده في هذا الشأن لم تكتمل بعد وأن الطريق ما زال طويلا. وأشار إلى أنه دعا من القاهرة إلى بدايات جديدة في العلاقة بين واشنطن والعالم الإسلامي، معتبرا أنه من الممكن إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم بين الجانبين في هذا الصدد. واشار الى إنه جعل في مقدم أولوياته إصلاح العلاقات بالعالم الاسلامي. وفي ما يتعلق تحديدا بالشرق الاوسط، قال أوباما "واجهنا بدايات زائفة ونكسات، لكننا دأبنا في سعينا من اجل تحقيق السلام. واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون المحادثات المباشرة، لكنه لا يزال هناك عقبات جسيمة". اضاف "يجب الا تكون هناك اوهام بان السلام والامن سيأتيان بسهولة. لكن يجب الا يكون هناك اي مجال للشك باننا لن ندخر اي جهد في العمل من اجل التوصل الى نتيجة تكون عادلة وتتفق مع مصلحة جميع الاطراف المعنيين وتشمل قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن". وقال أوباما "في الاشهر السبعة عشر الماضية حققنا بعض التقدم لكن أمامنا الكثير من العمل... ما من خطاب واحد يمكنه ازالة سنوات من انعدام الثقة"، لكنه وعد "بغض النظر عن الانتكاسات التي قد تحدث بالتزام الولايات المتحدة بتقدم البشرية. هذا هو نحن. وهذا ما فعلناه وما سنفعله". وعن افغانستان، قال اوباما "إننا نعمل فى افغانستان مع بلاد أخرى من أجل تعزيز مستقبلها وإقامة سلام لا يوفر ملاذا للمتطرفين"، موضحا "اننا حققنا تقدما في التزامنا بإنهاء الحرب في العراق، وقد تم تحقيق الانسحاب من العراق". وأوضح أنه في ظل رئاسته تم سحب مئة ألف جندي من العراق، وأن العراقيين يأخذون بأيديهم المسؤولية الكاملة. وقال اوباما وسط تصفيق الحاضرين "اذا سألتموني، او سألتم احد رفاقي في المدرسة الذين عرفوني انذاك، لا اعتقد ان احدا منا كان ليعتقد بأنني سأعود يوما ما الى جاكرتا بصفتي رئيسا للولايات المتحدة". واضاف "وقلة كانوا ليتوقعوا احداث اندونيسيا اللافتة في العقود الاربعة الماضية". ووصف أوباما اندونيسيا بانها نموذج جيد لديموقراطية صاعدة تعمل على تطوير اقتصادها وهي دولة مسلمة معتدلة تقبل الديانات الاخرى. واعتبر اندونيسيا نموذجا للتسامح بين ثقافات عدة قائلا "حتى وان كانت الارض التي عشت فيها شبابي قد تغيرت بعدة طرق، فان الامور التي تعلمت ان احبها في اندونيسيا، ذهنية التسامح الواردة في دستوركم والتي تشهد عليها المساجد والكنائس والمعابد، والمترسخة في شعبكم، لا تزال مستمرة". اضاف "الوحدة في التعددية، هذا هو اساس النموذج الذي تقدمه اندونيسيا للعالم ولهذا السبب ستقوم اندونيسيا بدور مهم في القرن الحادي والعشرين". وكان الرئيس الاميركي استهل نشاطه في اليوم الثاني لزيارته جاكرتا بزيارة لمسجد الاستقلال في وسط العاصمة الاندونيسية جاكرتا، وهو أكبر المساجد في منطقة جنوب شرق آسيا ويسع لاكثر من عشرة الاف مصل وقد جمع بين العمارة الاسلامية والعمارة المسيحية . ورافقته في هذه الزيارة زوجته التي غطت رأسها بغطاء اثناء الزيارة حيث استمعا من مسؤول المسجد عن تاريخه ومغزى الاسم الذي اطلق عليه. وتجول اوباما في اروقة المسجد لاكثر من 20 دقيقة وكان قد دخله من باب يطلق عليه الاندونيسيون "باب الامام مالك". |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق