الأحد، 24 أكتوبر 2010

زواج القاصرات في ميزان الحلال والحرام





محيط ـ على عبد الودود
تتعالى في هذه الآونة الأصوات مابين مؤيد ومعارض لزواج الفتيات القاصرات في العالم العربي بعد أن أصبح مسارا  للجدل في محافل عدة مابين حديث للناس داخل المجتمعات، أو منشورا على صفحات الصحف وقد يكون حوار ساخن امام كاميرات القنوات الفضائية.
وفي إطار هذه القضية المثارة تشير فضيلة السويسي مقدمة برنامج "مثير للجدل" المذاع على فضائية "أبوظبي الأولى" إلى أن بعض القاصرات يتعرضن إلى تزويجهن، بعد أن يعتمد أهلهن على بعض الاجتهادات الدينية والموروث الثقافي والتقاليد حماية لشرفهن، بينما يعارضه آخرون معتبرين هذا الزواج نوع من الاغتصاب الذي سبب معاناة نفسية وصحية لبناتهم كما نوهت عن رأى مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة في هذا الصدد والذي ذكر فيه أن "من يزوج ابنته في سن قاصر فهو فاسق".

كما تؤكد ملكة زرار الداعية الإسلامية من ناحيتها خلال الحلقة أن انتشار ظاهرة زواج القاصرات في العالم العربي يعود إلى الخلط بين التقاليد والدين"علم الأبدان وعلم الأديان" ويهتم البعض بالشهوة فقط عن طريق النظر إلى المرأة على أنها مجرد جسد هو مصدرا للمتعة، حتى أن الزواج وفقا لما يدرس في الجامعات العربية بأكملها هو عبارة عن متعة وإشباع للرغبة، مشيرة إلى أن الرجال قاصدين القاصرات "هما بيدوروا شهوتهم يفرغوها في مين".
  وأشارت إلى أن البعض من هؤلاء الرجال اعتبر زواجه من القاصرة التي لم تبلغ الوعي ليس بهدف الاستمتاع بهن وماهو إلا عبارة عن أمر مسل له ولكي تقوم هذه الفتاة على خدمته، واعتبرت ملكة زرار أن هذه الأفكار تثير الضحك  واصفة هؤلاء الأشخاص بأنهم يعبثون باسم الدين في مجتمع فقهي ذكوري جعل المجتمعات العربية تتأقلم على هذا المفهوم الساقط الذي يتعارض مع كافة المبادئ.
  وتحدثت  عن رغبة أولياء الأمور والفتيات القاصرات في الثراء السريع مما يجعل أوليائهن يعرضوهن على أنهن سلعة يقدمونها  للأثرياء لشرائها، حيث يتم تزويج الابنة لفترة ثم يتم تطليقها مقابل دفع مبلغ من المال "كما هو الحال في مدينة الحوامدية المصرية"، ونوهت ملكة إلى رؤيتها مبان ضخمة في هذه المدينة توضع عليها لافتات باسم هؤلاء الفتيات "بناية عايدة، وبناية سعاد".
 وتطرقت أيضا إلى القنوات الفضائية وموقفها من المرأة في العالم العربي ووصفت حديث هذه الفضائيات عن المرأة بأنه لايتعدى في وصفها كونها دابة لمجرد الاستمتاع وتقوم هذا الفضائيات بتشجيع القاصرات للاتجاه إلى الزواج في سن الطفولة. وطالبت الدول العربية بتفعيل القانونين التي تجرم زواج القاصرات قائلة "هتفضل الدول العربية تتكلم ومتعملش حاجة".
 وعن الآثار الجسدية التي تصاب بها القاصر قالت ملكة أن زواجهن في هذا السن قد يعرضهن للنزيف الذي يترتب عليه استئصال الرحم وإصابتهن بالأورام وفي حالة الحمل لابد أن تجري ولادة قيصرية" معتبرة زواجهن نوع من أنواع الاغتصاب".
 


د.محمد رأفت عثمان

ومن جانبه رأى  محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر  أن زواج القاصرات أبيح تماما  في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أن عبدا لله بن عمر زوج ابنته الصغيرة لعروة بن الزبير، ولكن كانت البيئة حينها تسمح بذلك، بينما عند تغير الوضع وثبوت تعرض الفتاة الصغيرة لبعض الأخطار عندما تحمل في سن مبكر وقد يصل الأمر إلى وفاتها في الوقت الحالي يجب الامتناع عنه ويمكن للمجتمع والحاكم أن ينظم هذا الأمر حتى لو كان مباحا، وأوضح أن زواج الرسول الكريم من السيدة عائشة عندما كان سنها تسع سنوات يختلف أمره عن الزواج الحالي فربما اختلفت البيئة فالفتاة في تلك البيئة الحارة كانت تبلغ في سن صغير.
وأضاف أن التوعية بكافة ألوانها متضمنة وسائل الإعلام وتوجيه علماء الدين لهم دور كبير في حث المجتمع على منع زواج القاصرات، وأوضح أن تزويج القاصرات ينشر صورة عن المجتمع العربي في الغرب تشير إلى أن المرأة العربية هي وسيلة لمجرد الاستمتاع فقط سواء كانت في سن صغيرة أو كبيرة.
وان كان المجتمع الغربي يبيح للفتاة في المرحلة الابتدائية والإعدادية ممارسة الجنس باستخدام عازل، فلا يعتبر هذا مبررا للمجتمع الإسلامي لكي يقوم بتزويج القاصرات.
ورأت وجيهة الحويدر الكاتبة والناشطة في حقوق المرأة السعودية أن الوصول لسن البلوغ ليس شرطا لزواج الفتاة ولكن هناك شروط أخرى يجب أن تتوافر فيها مثل البناء العقلي والنفسي والإدراكي لها، والطفلة البالغة لسن تسع سنوات غير مهيأة لكي تتحمل مسئولية الزواج والارتباط برجل، أما ما جرى من زواج السيدة عائشة بالرسول الكريم فقد جرى منذ ألف وأربعمائة عاما وهو ما يصعب تطبيقه الآن، وما يقال أن الدين قابلا لتطبيقه في كل زمان ومكان فهو قابلا بتطوره ولا يمكن أن يؤخذ كما خرج في السنوات الأولى من الدعوة الإسلامية ليطبق الآن كما هو.
 وأكدت أن تسييس المنابر وتوجيهها له دور كبير في انتشار ظاهرة زواج القاصرات، ونوهت إلى المؤسسة الدينية في السعودية التي اتفقت مع الموروث الذي "ضحك علينا بان الاختلاط أمر محرم" ومؤخرا خرج رجل من عمق المؤسسة هو الشيخ احمد الغامدي وذكر للناس أن هذا المعتقد ما هو إلى "كذبة كبيرة" والاختلاط حلال وقد استخدم ضد الناس لإغراض سياسية.
 وأضافت الحويدر بان السعودية تعاني من عدم وجود قانون يحدد سن الزواج وفي حالة وضع قانون خلال الفترة القادمة سوف يشهد عدم احترام البعض له "لان هناك من هو فوق القانون" كما طالبت بضرورة سحب الوصاية من الرجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق