الأمير دجاتي كيزوما حاكم تشيغوغور (الثاني من اليمين) يستقبل مزارعين قدموا له اطباق مزينة بالارز في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 |
تشيغوغور (اندونيسيا) (ا ف ب) - يقول الشاب الاندونيسي آندي سانتوزو "اتناول الارز صباحا وظهرا ومساء"، وهو لا يريد تغيير حميته الغذائية بالرغم من مطالبة السلطات بتنويع العادات الغذائية والزراعية.
بالنسبة الى آندي وغالبية الآسيويين، فإن وجبة من دون أرز "تترك لديهم الانطباع بأنهم لم يتغذوا".
لهذا يصعب على الطالب البالغ من العمر 23 عاما الاستغناء عنها. ويقول بسذاجة "ماذا سآكل غير ذلك"؟
ويجيب اندرويونو سويسيلو، الامين العام لوزارة الرعاية الاجتماعية "لماذا لا يجربون اطباقا من نبات المنيهوت او البطاطس الحلوة او الساغو او الذرة؟ يمكن لبلدنا أن ينتج 66 نوعا آخر من النباتات الاكثر تغذية من الارز".
لنشر هذه الرسالة، اطلقت الحكومة حملة توعية بعنوان "يوم من دون أرز" كل شهر وبرامج تحفيزية للمزارعين.
يقول سوسيلو "نحن بحاجة الى تنويع عاداتنا الغذائية، واقناع الرأي العام بأنه يمكن اتباع تغذية سليمة من دون أرز".
هذا التنوع ضروري لتأمين تغذية مستدامة للبلد الرابع من حيث عدد من السكان في العالم. فسكانه البالغ عددهم 240 مليونا هم من اكبر مستهلكي الارز في العالم، حيث يتناول كل شخص اكثر من 100 كيلوغرام سنويا، اي اكثر من اليابانيين أو الصينيين.
اندونيسيا التي كانت اول بلد مصدر للارز في العالم خلال ستينات القرن الماضي بذلت جهودا انتاجية كبيرة لتصبح مكتفية ذاتيا وانتجت 41 مليون طن في العام 2009، وفقا للحكومة.
لكن الاعتماد الكبير على الارز يجعل البلد اكثر عرضة لتقلبات الاسعار والمناخ، مثل ظاهرة ال نينيا التي اثرت على الانتاج هذه السنة.
الى ذلك تضاف تبعات ارتفاع اعداد السكان والانخفاض المتوقع للمساحات الزراعية والاحترار المناخي الذي قد يحد بنسبة 4,6% من انتاج الارز بحلول العام 2050، وفقا للتقديرات الحكومية.
لكن في اندونيسيا كما في سائر انحاء آسيا، يبقى الارز الغذاء الرئيسي لعدة بلدان فقيرة تزرع هذه الحبوب في قطع صغيرة من الارض لا تتجاوز مساحتها الهكتار الواحد.
يقول الأمير دجاتي كيزوما الذي يحكم تشيغوغور، وهي قرية من جزيرة جاوا مشهورة بمهرجان الحصاد الذي تقيمه "الارز هو الحياة. انه يؤمن لنا الوظائف والغذاء".
طيلة ثلاثة ايام، يحتفل الفقراء والاثرياء بإلهة الارز "ويشكرونها ويطلبون منها ان يكون الحصاد التالي وافرا".
وبالنسبة الى سكان القرية، فإن زراعة الارز هي زراعة نبيلة على خلاف المنيهوت المرتبط بالفقر مع ان انتاجه سهل وهو غني بالنشويات.
لكن المنيهوت الذي اهمل لفترة طويلة عاد ليكتسب شعبية لدى المستثمرين الاندونيسيين والاجانب كونه يستعمل في القطاع الغذائي (تابيوكا) والصناعي (الوقود الحيوي) ايضا.
وللأسباب نفسها، يهتم آخرون بالساغو، وهو نشاء مستخرج من لب جذع اشجار النخيل الهندي يمكن طهوه على شكل معكرونة او فطائر. وقد اطلقت مشاريع لانشاء مزارع ساغو في بابوا حيث يستثمر منذ قرون، وعلى جزيرة بورنيو ايضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق