| |
جاكرتا – سارا شونهاردت – ش
التشابهات بين أندونيسيا منذ عقد مضى ومصر اليوم تشابهات مثيرة للدهشة: أغلبية مسلمة وانتفاضة شعبية وطرد لرجل قوي استمر وقتا طويلا. إن خطوات أندونيسيا بعد إجبارها سوهارتو على التنحي عن السلطة العام 1998 تجعلها نموذجا محتملا لمصر التي تحاول بناء دولة ما بعد مبارك.
وقد أثنى كثيرون على أندونيسيا لانتقالها السلس السريع من فترة اضطراب داخلي إلى دولة تزهو بأنها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى امتلاكها لإعلام نابض ومجتمع مدني شارك مرتين في انتخابات مفتوحة. كما أثنى المجتمع الدولي أيضا على نجاح أندونيسيا في شن حملة على الإرهاب.
ولكن المساءلة مازالت ضعيفة، يوضح ذلك شبكة من محاكمات الفساد تم فيها إما تبرئة المشتبه بهم أو معاقبتهم بقضاء فترات قصيرة في السجن. ورغم النمو الاقتصادي بنسبة أكثر من 6% العام الفائت، فإن فجوة الثروة لا تكاد تتزحزح، كما أن الهجمات الأخيرة على الأقليات الدينية، التي يتم تجاهلها على نطاق واسع، على يد الشرطة قد أقلق البعض بشأن تنامي التعصب بين الجماهير.
إن نضال هذه الأمة من أجل جعل الجميع مسؤول أمام القانون، كما يتضح في المحاكمة المقبلة لرجل الدين الأندونيسي المتشدد أبوبكر بشير، يذكرنا بالمصاعب التي يواجهها بناء مؤسسات ديمقراطية والحفاظ عليها بعد زمن طويل من انتهاء الحكم الاستبدادي.
قضية بشير يمكن أن تكون سابقة
يواجه بشير مجموعة من التهم تشمل جمع أموال لمعسكر تدريب ميليشيات مسلحة في "آتشيه " والقيام بعمليات سطو مسلح وعمليات قتل دعما لحرب مقدسة. وبعد نجاته من الإدانة في المحاكمتين السابقتين، يواجه بشير الآن ملفا من الأدلة يقال إنها تربطه بالمعسكر الموجود في آتشيه، وتشمل شهادة من دائرته المقربة.
يقول المراقبون إن النيابة العامة عليها أن تجعل الاتهامات مقتصرة على فترة اتهامية واحدة من أجل تأمين حكم بالإدانة وتقديم علامة بارزة للديمقراطية الأندونيسية.
"بالطبع، كلما زاد عدد التهم كان ذلك أفضل،" يقول جريج فيلي، أستاذ السياسة الأندونيسية في الجامعة الوطنية الأسترالية.
ومازال بعض الساسة الإسلاميين متشككين بشأن دعم بشير لأنشطة إرهابية، ولكن البروفيسير فيلي يقول إن الإدانة من شأنها أن تضع نهاية لهذه الشكوك.
"يمكن أن يكون ذلك سابقة لتعقب كثير من رجال الدين المتشددين الآخرين الذين يقومون عن عمد بتحريض الناس على العنف،" تقول سيدني جونز، محللة قضايا الإرهاب في مجموعة الأزمات الدولية وهيئة الميليشيات الإسلامية في ماليزيا.
سمعة التعددية محاصرة
ولكن سيدني جونز مازالت حذرة من إعطاء أهمية كبيرة لمحاكمة بشير. فبشير، الذي ينظر إليه منذ أمد طويل على أنه القائد الروحي للجماعة الإسلامية في أندونيسيا، وهي شبكة مسلحة إقليمية تهدف إلى إقامة الشريعة الإسلامية عبر جنوب شرق آسيا، فقد بعض الدعم الذي كان يحظى به في السنوات الأخيرة، حيث تحولت الخلايا المسلحة إلى مجموعة مفككة من المجموعات الصغيرة.
ولكن الإرهاب هو شكل واحد فقط من أشكال التطرف، وما يقلق أمثال جونز هو أن الحكومة قد تعثرت في التعامل مع أعمال عنف أقل، مثل الكلمات التي تقود مباشرة إلى الاعتداء.
"ليس هناك توجيه حازم من الدولة حول كيفية حماية مواطنيها،" يقول سيافي أنور، رئيس المركز الدولي للإسلام والتعددية، وهو شبكة من النشطاء الإسلاميين التقدميين. ويقول أنور إن الرئيس يفقد سيطرته على الجماعات المتطرفة – وهذا يجعل الأمر صعبا بشكل متزايد للدفاع عن سمعة التعددية في أندونيسيا.
ماضي أندونيسيا في الواجهة
رغم المخاوف الراهنة بشأن تراجع الديمقراطية، تقول جونز إنه من المهم الحفاظ على ماضي أندونيسيا في الواجهة. "هذا لأن أندونيسيا قد استعادت بعض الحريات الرئيسية مثل أننا نستطيع انتقاد الحكومة بسبب فشلها في اتخاذ خطوات معينة".
فهل أندونيسيا نموذج جاهز لمصر؟
في هذا المجال قالت جونز "عليكم بالقيام بكل الإصلاحات التي تستطيعون القيام بها في ذات الوقت الذي مازالت فيه روح الإصلاحات عالية؛ أخرجوا الجيش من السياسية سريعا، وألغوا كل المراسيم الوحشية،" وأضافت ..عليكم كذلك بعمل شيء لم تفعله أندونيسا، ألا وهو ضمان أن الجميع، بما فيهم الشرطة وأقليات أخرى، لهم سهم متساو في الديمقراطية. كريستيان ساينس مونيتور
وقد أثنى كثيرون على أندونيسيا لانتقالها السلس السريع من فترة اضطراب داخلي إلى دولة تزهو بأنها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى امتلاكها لإعلام نابض ومجتمع مدني شارك مرتين في انتخابات مفتوحة. كما أثنى المجتمع الدولي أيضا على نجاح أندونيسيا في شن حملة على الإرهاب.
ولكن المساءلة مازالت ضعيفة، يوضح ذلك شبكة من محاكمات الفساد تم فيها إما تبرئة المشتبه بهم أو معاقبتهم بقضاء فترات قصيرة في السجن. ورغم النمو الاقتصادي بنسبة أكثر من 6% العام الفائت، فإن فجوة الثروة لا تكاد تتزحزح، كما أن الهجمات الأخيرة على الأقليات الدينية، التي يتم تجاهلها على نطاق واسع، على يد الشرطة قد أقلق البعض بشأن تنامي التعصب بين الجماهير.
إن نضال هذه الأمة من أجل جعل الجميع مسؤول أمام القانون، كما يتضح في المحاكمة المقبلة لرجل الدين الأندونيسي المتشدد أبوبكر بشير، يذكرنا بالمصاعب التي يواجهها بناء مؤسسات ديمقراطية والحفاظ عليها بعد زمن طويل من انتهاء الحكم الاستبدادي.
قضية بشير يمكن أن تكون سابقة
يواجه بشير مجموعة من التهم تشمل جمع أموال لمعسكر تدريب ميليشيات مسلحة في "آتشيه " والقيام بعمليات سطو مسلح وعمليات قتل دعما لحرب مقدسة. وبعد نجاته من الإدانة في المحاكمتين السابقتين، يواجه بشير الآن ملفا من الأدلة يقال إنها تربطه بالمعسكر الموجود في آتشيه، وتشمل شهادة من دائرته المقربة.
يقول المراقبون إن النيابة العامة عليها أن تجعل الاتهامات مقتصرة على فترة اتهامية واحدة من أجل تأمين حكم بالإدانة وتقديم علامة بارزة للديمقراطية الأندونيسية.
"بالطبع، كلما زاد عدد التهم كان ذلك أفضل،" يقول جريج فيلي، أستاذ السياسة الأندونيسية في الجامعة الوطنية الأسترالية.
ومازال بعض الساسة الإسلاميين متشككين بشأن دعم بشير لأنشطة إرهابية، ولكن البروفيسير فيلي يقول إن الإدانة من شأنها أن تضع نهاية لهذه الشكوك.
"يمكن أن يكون ذلك سابقة لتعقب كثير من رجال الدين المتشددين الآخرين الذين يقومون عن عمد بتحريض الناس على العنف،" تقول سيدني جونز، محللة قضايا الإرهاب في مجموعة الأزمات الدولية وهيئة الميليشيات الإسلامية في ماليزيا.
سمعة التعددية محاصرة
ولكن سيدني جونز مازالت حذرة من إعطاء أهمية كبيرة لمحاكمة بشير. فبشير، الذي ينظر إليه منذ أمد طويل على أنه القائد الروحي للجماعة الإسلامية في أندونيسيا، وهي شبكة مسلحة إقليمية تهدف إلى إقامة الشريعة الإسلامية عبر جنوب شرق آسيا، فقد بعض الدعم الذي كان يحظى به في السنوات الأخيرة، حيث تحولت الخلايا المسلحة إلى مجموعة مفككة من المجموعات الصغيرة.
ولكن الإرهاب هو شكل واحد فقط من أشكال التطرف، وما يقلق أمثال جونز هو أن الحكومة قد تعثرت في التعامل مع أعمال عنف أقل، مثل الكلمات التي تقود مباشرة إلى الاعتداء.
"ليس هناك توجيه حازم من الدولة حول كيفية حماية مواطنيها،" يقول سيافي أنور، رئيس المركز الدولي للإسلام والتعددية، وهو شبكة من النشطاء الإسلاميين التقدميين. ويقول أنور إن الرئيس يفقد سيطرته على الجماعات المتطرفة – وهذا يجعل الأمر صعبا بشكل متزايد للدفاع عن سمعة التعددية في أندونيسيا.
ماضي أندونيسيا في الواجهة
رغم المخاوف الراهنة بشأن تراجع الديمقراطية، تقول جونز إنه من المهم الحفاظ على ماضي أندونيسيا في الواجهة. "هذا لأن أندونيسيا قد استعادت بعض الحريات الرئيسية مثل أننا نستطيع انتقاد الحكومة بسبب فشلها في اتخاذ خطوات معينة".
فهل أندونيسيا نموذج جاهز لمصر؟
في هذا المجال قالت جونز "عليكم بالقيام بكل الإصلاحات التي تستطيعون القيام بها في ذات الوقت الذي مازالت فيه روح الإصلاحات عالية؛ أخرجوا الجيش من السياسية سريعا، وألغوا كل المراسيم الوحشية،" وأضافت ..عليكم كذلك بعمل شيء لم تفعله أندونيسا، ألا وهو ضمان أن الجميع، بما فيهم الشرطة وأقليات أخرى، لهم سهم متساو في الديمقراطية. كريستيان ساينس مونيتور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق