القاهرة: وليد عبد الرحمن
في
الوقت الذي نظم فيه فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في إندونيسيا
الملتقى الثاني للخريجين بعنوان «من الوسطية إلى الخيرية.. محاولة لرسم
معالم وسطية الإسلام لبناء خير أمة أخرجت للناس»، أقام فرع الرابطة
الأزهرية نفسها في المملكة المتحدة ندوات رمضانية في مساجد ومراكز مختلفة
في المملكة المتحدة بعنوان «رمضان 2012 - إصلاح حياتنا»، لشرح القيم الحسنة
الموروثة من شهر رمضان المبارك.
وقال محمد شهاب قريش، رئيس فرع الرابطة في إندونيسيا، إن الهدف من عقد هذا
الملتقى يأتي من أهمية تقوية العلاقة بين خريجي الأزهر والتأكيد على توطيد
صلة الرحم بينهم والعمل على كيفية تزايد فرص لم شملهم في المستقبل. وأشار
قريش إلى غاية هذا الملتقى لتعميم مفهوم الوسطية الإسلامية الذي يتبناه
الأزهر جامعا وجامعة، حيث يعمل على تقوية هذا المفهوم في نفوس المسلمين
جميعا من خلال علمائه ومشايخه الأجلاء وخريجيه من كل بقاع المعمورة.
وحضر الملتقى من مصر، الدكتور محمد أنور شلبي، نائب مفتي الديار المصرية،
والدكتور محمد حسان عوض، نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى جانب الدكتور محمد
زين المجدي، محافظ نوسا تينجارا الغربية، كما توافد لحضور الملتقى جميع
الخريجين الأزهرين المندوبين بكافة مناطق إندونيسيا بداية من سومطرة إلى
نوسا تينجارا الغربية.
وأكد الدكتور مخلص حنفي، أمين عام الفرع، أهمية تفعيل دور الرابطة في
الأقاليم الإندونيسية المختلفة ليتمكن جميع الخريجين الأزهريين من الحصول
على الإرشاد الجيد حول وسطية الإسلام ورسالة الأزهر الوسطية.
وقام أمين عام الفرع في إندونيسيا بعرض الأنشطة التي قام بها الفرع خلال
الثلاث سنوات الماضية، أهمها كان انطلاق فعاليات الملتقى الأول لخريجي
الأزهر بإندونيسيا عام 2010، موضحا أن الفرع قد استطاع خلال هذه الفترة
تجميع الأزهريين هناك، فضلا عن تكوين مكاتب داخلية تابعة للفرع نفسه في
عشرة أقاليم بإندونيسيا تقوم بمراقبة ومتابعة أنشطة الخريجين بتلك المناطق،
وكذا برنامج تحديث قاعدة البيانات للخريجين، حيث تم تسجيل أكثر من 1238
خريجا إندونيسيا.
وأدارت الدكتورة أماني لوبيس، الأستاذ في جامعة شريف هداية الله الإسلامية
الحكومية، على هامش الملتقى ندوة نقاشية حول وسطية الإسلام، أكدت من خلالها
أن الوسطية الإسلامية هي آيديولوجية الأزهر الذي يقوم بتطبيقها منذ زمن
بعيد وسيستمر في تطبيقها، لأنها وسطية نابعة من مبادئ الشريعة الإسلامية،
فهي السمة الأساسية لهذا الصرح الإسلامي العتيق، وكذلك لعلمائه الذين كانوا
نجوما في سماء مصر والعالمين العربي والإسلامي وامتدت آفاقهم إلى كل أركان
الدنيا وأثاروا إعجاب علماء الغرب وأميركا، رغم اختلاف المعتقدات
والانتماءات وكانوا أمناء في تحمل تلك المسؤولية. وأشارت لوبيس في ندوتها
إلى أن خريجي الأزهر الإندونيسيين لديهم القدرة والمهارة على تطبيق مفاهيم
وسطية الإسلام وما تعلموه من الأزهر في شتى مناحي الحياة دعوة وعلم.
من ناحية أخرى، نظم فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في المملكة المتحدة
جولة رمضانية بعنوان «رمضان 2012 - إصلاح حياتنا» تشتمل على أربع ندوات
متميزة حول المملكة المتحدة بدأت من 29 يوليو (تموز) الماضي وتنتهي 15
أغسطس (آب) الحالي، وتحفل هذه الجولة بتناول الحديث عن حكمة العلماء وفي
مقدمتهم أعمال حجة الإسلام الإمام الغزالي، حيث تهدف إلى تحسين وإصلاح حياة
الفرد لمستقبل أفضل، وتسير هذه الجولة على نهج الندوات الناجحة التي عُقدت
العام الماضي وتناولت مواضيع: الإيمان والإسلام والإحسان والعرفان، وتدور
جولة هذا العام حول دروس حجة الإسلام الإمام الغزالي.
كما تتناول الندوات الأربع أيضا مواضيع مختلفة حول زلات اللسان وكيفية
التغلب عليها، أمراض القلوب وكيفية علاجها، تهذيب وتصفية النفس، والقيم
الحسنة الموروثة من رمضان.
وتعقد الندوات في مساجد ومراكز مختلفة حول المملكة المتحدة، ويشارك فيها
علماء وخريجو جامعتي الكرم والأزهر من بينهم، غول محمد الأزهري، والإمام
زين هود الكارامي، والقارئ رضوان أخلاق الأزهري، والإمام عرفان فايزي
شيستي، وعظمت شاه الأزهري.