الأحد، 5 سبتمبر 2010

هذا رسول الله" رسالة وحدة وباقة قيم إلى العالم

الشمائل المحمدية لا تجف ينابيعها، تتجدد معانيها بتجدد أحوال الناس وتنبث فضائلها في النفوس الخيرة بقدر إقبالها على مراتع الهداية ومناهل الرشد ومجامع الخير
الشمائل المحمدية المغموسة في أنوار النبوة النابعة من مشكاة الحق لا ينقطع فيضها ولا تخفت أنوارها ولا تجف ينابيعها، تتجدد معانيها بتجدد أحوال الناس وتنبث فضائلها في النفوس الخيرة بقدر إقبالها على مراتع الهداية ومناهل الرشد ومجامع الخير ومواسم الرحمات، تتجلى معانيها الكبرى وتتعمق آثارها في قلوب المحبين المؤمنين باتباع سنة سيد ولد آدم، نبي الرحمة ورسول الأخلاق وهادي البشرية إلى نور الحق وسبيل الرشاد، صلى الله عليه وسلم..
وفي ليالي هذا الشهر الكريم الوضاءة بنور القرآن، العذبة، الندية - رغم حرارة الأجواء – بترتيل آياته، الغنية بتدبر معانيه، أكرمني الصديق الأستاذ أحمد حسن فتيحي بكتاب "هذا رسول الله" صلى الله عليه وسلم، من إنتاج مؤسسة الإسلام اليوم، فأكرم بها من هدية تبلغ في جوانح أهل هذا الذوق مداها، زاد من أثرها في نفسي شرف الزمان وقرّب معانيها إلى روحي أني قرأتها في مسجد الحبيب بجوار قبره الشريف وروضته الغناء بتلاوة كتاب الله ورجاء الصالحين من عباده.
وهذا الكتاب "مشروع وحدوي" لتبليغ رسالة الهدى إلى العالم مجسدة بصورة واضحة سلسة لا تعقيد فيها تشعها شمائل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وصفاته الخُلُقية والخَلقية، فهي ترجمة أمينة لسلوكه و معرض لحياته في تنوعها وثرائها ورصد لمراحل السيرة العطرة المختلفة. وفي التعريف بالكتاب و هدفه ومنهجه وشرط اختيار نصوصه يقول الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري نائب المشرف العام: "التعريف بأحكام الإسلام وهديه والتعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال أقواله وأحداث حياته ومعايشة الصحابة له.. تقوم فكرته على تقديم مجموعة مختارة من النصوص النبوية، تصلح أن تكون بيد كل أحد – مسلم أو غير مسلم – يتعرف من خلالها على الإسلام ورسوله .. ويراد أن تكون مرجعاً شديد الوضوح، سهل التناول".. وروعي في اختيار النصوص الصحة "فلا يكون فيها إلا النصوص المقبولة من الصحيح أو الحسن بذاته أو بشواهده".. وأن تكون من "النصوص المحكمة فلا يكون فيها نص منسوخ.. وألا يكون فيها نص يحتاج إلى شرح إو إزالة إشكال مع وضوح دلالته".. ويقول الدكتور سلمان العودة، صاحب فكرة الكتاب والعمل على إخراجه والمشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم "لقد أريد لهذا المنتج المبارك "هذا رسول الله" أن يسير سير الشمس وأن يصل، قدر المستطاع، لكل مسلم بل ولكل إنسان لو تمكنا من ذلك، ليكون مفتاحاً لمعرفة مباشرة عن النبي الخاتم، صلى الله عليه وسلم" لم يتدخل فيها الناس إلا بجمعها وتدوينها وتصنيفها، أما التعليق أو الشرح و التسبيب والتعليل فهو يدرك بجهود أخرى".
ومن علامات الرغبة في أن يكون هذا العمل رسالة المسلمين عامة إلى العالم فلا يكون خطاب مدرسة أو وجهة نظر فقهية خاصة أو تفسيرا لفئة دون أخرى إن الكتاب راجعه وقرظه وأثنى عليه ثمانية وعشرون (28) عالماً وباحثاً وداعياً من العالم الإسلامي توزعت أقطارهم على الكرة الأرضية حيث فيهم: السعودي والمصري والموريتاني والسوري والأردني والروسي واليمني والكويتي والأمريكي والسوداني والليبي والقطري واللبناني والعراقي والتركي والمغربي.. فالكتاب بهذه "الجماعية" خطوة عملية لكسر الحواجز المذهبية وخروج من "الخوف" المتوهم في أذهان البعض من أن مدرسة فقهية أو دولة أو جهة تسعى إلى نزع مكانة جهة أو مدرسة أخرى. وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبدالوهاب الطريري، أحد الباحثين الذين اختارا نصوص الكتاب وفق الشروط وخطة البحث المعتمدة "تم تجريد الكتاب من أسماء المؤلفين حتى لا يكون له انتماء خاص إلى بيئة علمية أو مدرسة إسلامية". فالهدف هو "أن يقدمه علماء العالم الإسلامي لأتباعهم وأن يقدمه المسلمون إلى غير المسلمين الباحثين عن صورة يتفق المسلمون على تقديمها عن الإسلام".
والكتاب، بهذه الروح والرؤية، هو "مشروع توحيد" لخطاب علماء المسلمين إلى الإنسانية في الوقت الذي يضطرب فيه العالم وتتجاذب المسلمين تنازعات كادت تشكك في وجود رؤية مشتركة لديهم حيال الثابت من دينهم .. ولا شك في أن أصلح الأوعية لهذا الخطاب الضروري هو وحدة نظرة علماء المسلمين إلى نبي الرحمة واتفاقهم على شمائله وأخلاقه ومواقفه التي هي تعبير عن رسالة الإسلام فقد كان "خلقه القرآن" والقرآن هو رسالة الإسلام الخالدة. وإلى جانب هذا المعنى الجليل والهدف السامي الكبير يمتاز الكتاب بعرض واضح التقسيم بارز الدلالات على تعاليم الإسلام مجسدة في شمائل نبي الهدى والرحمة، فبعد الإشارة إلى الشمائل بغناها وعمقها وبساطتها وترجمتها لأخلاق الإسلام يعرض الكتاب لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في رحمته بالناس ومعاملته للنساء وتلطفه بالصبيان وسلوكه مع الأصحاب ومعاملته للخصوم والمناوئين ورحمته بالحيوان .ثم تستعرض النصوص المختارة – في غير إطالة – أركان الإسلام وركائز الإيمان وقيم دين الفطرة الذي يصون به المؤمن دمه وماله وعرضه ويقربه إلى الجنة ويبعده عن النار.
الكتاب عمل جليل ورسالة سامية تستوقف فيها الإنسان المعاصر المشفق على واقع العالم الإسلامي نزعة الرغبة في وحدة الصف وتقدم أهل الرأي والعلم الصفوف لإزالة الشبهات وتفويت الفرصة على أهل الأهوء وزارعي الفتن ومفرقي الصفوف وضيقي الأفق.. قال عنه العلامة يوسف القرضاوي: "كنوز نفيسة بما فيها من تعاليم هادية وأحكام عادلة، وتوجيهات نيرة، وما تحويه من جواهر المعرفة وغوالي القيم ونفائس التوجيه، وروائع الحكمة، وجوامع الكلم، مع البلاغة و السلاسة، والعذوبة والجزالة". وقال عنه معالي الدكتور صالح بن حميد، رئيس مجلس القضاء في السعودية: "إن في النصوص المختارة في هذا الكتاب غنى في ألفاظها ومقاصدها ودلالاتها وفي توجيهاتها للعقول وتزكيتها للنفوس وتنقيتها للفطر وتقويمها للسلوك". وقال عنه الدكتور وهبة الزحيلي، عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقاً وعضو المجامع الفقهية، : "أهنئ القائمين على هذا الجهد المتميز والعمل العلمي الجديد والنتاج الطيب الذي يعد تعبيراً عن صلابة التمسك والإيمان بنبوة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه ومصداقية الاتباع وقوة اليقين". وقال الأستاذ الدكتور عمر الأشقر، الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية، : "هذا الكتاب فريد في بابه، فقد استمد مؤلفوه من أقوال الرسول، صلى الله عليه وسلم، الصحيحة وأقوال أصحابه الكرام التي تحدثنا عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وعن الدين الذي جاءنا به من عند رب العالمين". وقال عنه الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية سابقاً: "من الكتب القيمة والمؤلفات العظيمة في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، وسيرته ورسالته والشمائل المحمدية المعطرة". وقال عنه معالي الشيخ عبد الله بن بيّه، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، : "هذا الكتاب برهان صادق وبيان ناطق يكفي المشاهد عن كل واصف وشاهد". وقال عنه الدكتور أحمد الريسوني، الأستاذ بجامعة محمد الخامس والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي"، : هذا الكتاب ليس فيه شيء جديد، ولكنه بمضامينه المنتقاة الممحصة وبطريقة عرضها وإخراجها كأنه تنزيل جديد".
ألم أقل لكم إنه "أمل" لإزالة الفرقة؟.
محمد المختار الفال
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=2065 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق