جاكرتا (رويترز) - بين الولايات المتحدة وأندونيسيا الكثير من المصالح الامنية المشتركة لكن الرئيس الامريكي باراك اوباما سيواجه حجر عثرة لدى مناقشة توثيق الروابط العسكرية خلال زيارته لاندونيسيا هي حقوق الانسان.
فالجيش الاندونيسي خاصة قواته الخاصة وتعرف باسم (كوباسوس) له سجل طويل في مجال حقوق الانسان خلال حملاته السابقة ضد الانفصاليين في تيمور الشرقية وبابوا الغربية واقليم اتشيه. واعاد بث تسجيل فيديو لتعذيب رجل من بابوا القضية الى الاضواء خلال زيارة اوباما لاندونيسيا.
وترتبط الولايات المتحدة واندونيسيا بعلاقات أمنية طويلة. فالوحدة 88 الاندونيسية لمكافحة الارهاب التي تشكلت بعد تفجيرات بالي عام 2002 تتلقى تمويلها ومعداتها وتدريبها من الولايات المتحدة واستراليا وحققت نجاحات كبيرة.
وتراجع خطر التشدد في اندونيسيا بدرجة كبيرة خلال العشر سنوات الماضية. وتشتت الجماعات الموالية للقاعدة وقتلت الوحدة 88 عددا كبيرا من الزعماء المهمين. ويحتاج أوباما الى ضمان استمرار هذا التعاون الوثيق في المعركة ضد التشدد في أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان.
ومن جانبها تريد جاكرتا أيضا تعزيز الروابط الامنية لتكون حصنا في مواجهة الصين التي تستعرض قوتها بشكل متزايد في نزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي مع عدد من جيران اندونيسيا في جنوب شرق اسيا.
وقال محلل الامن الاندونيسي نور الهدى اسماعيل نائب رئيس سكيوريندو جلوبال كونسالتينج للاستشارات "أعتقد اي رئيس للولايات المتحدة يجب ان يأخذ اندونيسيا كصديقة جيدة.
"ما من خيار أمامهم الا مصادقتنا لاننا سنكون قاعدتهم في المنطقة لاحتواء الصين."
ومهمة التوازن التي أمام أوباما هي ترسيخ وتعميق التعاون الامني دون ان يظهر انه يغض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان من جانب الجيش والشرطة.
وأمام الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو مهمة توازن ايضا. فالصين هي القوة المهيمنة في اسيا اقتصاديا وعسكريا وخلال تعاونه الوثيق مع واشنطن سيحرص يودويونو على الا يستعدي بكين.وفي يوليو تموز الماضي اعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس خلال زيارة لاندونيسيا ان واشنطن انهت حظرها على التعامل مع كوباسوس وصرح بأن ذلك حدث في اعقاب خطوات اتخذتها جاكرتا لابعاد منتهكي حقوق الانسان عن صفوف القوات الخاصة.
لكن منظمات حقوق الانسان غضبت وقالت ان كوباسوس لايزال بها ضباط ادينوا بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وزاد من حساسية الامر تسريب تسجيل فيديو عن تعذيب مواطنين من بابوا التي تشهد منذ عقود حركة انفصالية ضعيفة.
من اوليفيا روندونوو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق